ينظم دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو بالتنسيق مع المسرح الجهوي كاتب ياسين تظاهرة ثقافية لمدة ثلاثة أيام كاملة تنطلق غدا الإثنين وتدوم إلى الأربعاء تكريما للشاعر المسرحي الراحل ''موحيا'' واسمه الحقيقي عبد الله، الذي كتب اسمه بأحرف من ذهب في المسرح الجزائري الناطق بالأمازيغية، وذلك بمناسبة الذكرى السابعة لوفاته· سطر المنظمون في هذه التظاهرة التكريمية برنامجا ثريا ومميزا عرفانا بما قدمه الشاعر والمسرحي موحيا للثقافة والمسرح الأمازيغي والجزائري، وسيشهد يوم غد حفل الافتتاح بتنظيم معرض ببهو دار الثقافة مولود معمري تعرض فيه مؤلفات وصور موحيا، والمقالات الصحفية التي تطرقت إلى أعماله الشعرية والمسرحية، وعرض مقاطع من شعره المسجل،· وبرمج في نفس اليوم ندوة سيتطرق فيها المشاركون إلى الأعمال المسرحية التي قدمها المرحوم والحديث عن مسيرته وحياته ومشواره الفني والمسرحي، وعن العديد من الأمور الشخصية، وذلك باستضافة كل من السيد لوكاد محمد والسيد بن طالب إبراهيم· وفي الفترة المسائية تنظم محاضرة متبوعة بنقاش من تقديم الدكتور سعيد شماخ أستاذ بقسم اللغة والأدب الأمازيغي بجامعة مولود معمري تحت عنوان ''الترجمات والاقتباسات التي أخرجها موحيا''· ويشهد اليوم الثاني من التظاهرة عرض العديد من المسرحيات التي اقتبسها وألفها موحيا على غرار عرض مونولوج للمسرحي الشاب ''سامي علام'' من المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح من بجاية بعنوان ''أورقاغ موثاغ'' بمعنى ''حلمت أنني متت'' التي كتبها الراحل موحيا، وفي الفترة المسائية سيتم عرض مسرحية ثانية بعنوان ''سي لحلو'' من تقديم الفرقة المسرحية ''إمسذورار'' من بلدية مقلع، وهي مسرحية اقتبسها موحيا من مسرحية ''طبيب رغم أنفه'' للكاتب الفرنسي موليير· وفي اليوم الثالث برمجت في الفترة الصباحية زيارة ميدانية إلى منطقة موحيا وهي قرية آث أرباح ببلدية إبودرار لوضع إكليل من الزهور على ضريحه والترحم على روحه· وفي الفترة المسائية يتم عرض مسرحية بقاعة الحفلات الكبرى يحمل عنوان ''صالح قاوة يغني ويقول موحيا'' من إنتاج المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح ببجاية· ويذكر أن المسرحي القبائلي موحيا من مواليد 1 نوفمبر 1950 باعزازقة نشأ في عائلة متواضعة وزاول تعليمه بولاية تيزي وزو قبل أن يتنقل إلى الجزائر العاصمة حيث تحصل على شهادة الليسانس في الرياضيات سنة .1972 ونظرا للذكاء الذي تميز به نجح في مسابقة فتحت له أبواب عاصمة باريس الفرنسية واستطاع من خلالها أن ينمي ثقافته ومواهبه الإبداعية وعمل مع مجموعة من أصدقائه على الترجمة والاقتباس، وكان متمسكا ومصرا على تجسيد هدفه المتمثل في حماية الموروث الثقافي الأمازيغي المادي والغير المادي· وحقق شهرته منذ أولى كتابته الشعرية، وأصبح فيما بعد محل اهتمام أكبر الفنانين القبائليين الذين استعانوا بأشعاره ليجسدوها في أغاني منهم الفنانين القبائليين إيدير وفرحات إيمازيغن إمولا ومليكة دومران وغيرهم· ولم يكتف عبد الله موحيا بالشعر فقط، بل وسع أعماله إلى القصص والروايات التي كان يحافظ فيها على الثقافة الشفاهية لمنطقة القبائل وسعى إلى ترقية اللغة الأمازيغية· من جهة أخرى لقي الفن الرابع اهتماما كبيرا من موحيا، حيث كان يشارك في عدة فرق مسرحية منذ صغره، واغتنم فرصة تواجده بالجامعة لينمي مواهبه المسرحية وقام بترجمة واقتباس العديد من المسرحيات إلى اللغة الأمازيغية رفقة مجموعة من أصدقائه، ومن بين هذه المسرحيات ''طبيب رغما عنه'' للكاتب الفرنسي موليير ومسرحية ''القرار'' للكاتب بريش · وعمل على اقتباس العديد من المسرحيات من مختلف اللغات والثقافات وألف عدة مسرحيات أخرى، وتمكن بفضل ذلك من إثراء المسرح الجزائري بصفة عامة والأمازيغي بصفة خاصة، وقد وافته المنية يوم 7 ديسمبر 2004 بفرنسا·