يخوض العاملون في قطاع الصحة المغربي اضرابا وطنيا يومي الأربعاء والخميس 20 و21 يونيو، ل”حمل وزارة الصحة على الإسراع بالتفاوض” حول ”المطالب المستعجلة” للعاملين في قطاع الصحة في المغرب. وقال بيان صادر عن ”الجامعة الوطنية للصحة”، أكبر هيئة تمثل العاملين في قطاع الصحة المغربي، إنها ”قررت دعوة كافة نساء ورجال الصحة باستثناء المداومين بأقسام الإنعاش والمستعجلات، الى خوض إضراب وطني جديد بقطاع الصحة (...) وذلك من أجل حمل الوزارة على الإسراع بالتفاوض حول الملف المطلبي المشترك للعاملين في القطاع” ويطالب العاملون في قطاع الصحة في المغرب ب”إبعاد ومحاكمة رموز الفساد المسؤولين المباشرين عن تفشيه في دواليب قطاع الصحة، ووضع حد للتلاعب بالمصير الإداري والمهني للعاملين بالقطاع”، إضافة الى التعويضات والتنقيلات والحماية القانونية. ويعتبر الأطباء المغاربة في رسالة موجهة الى رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران أن ”الوضعية التي يعرفها القطاع الصحي تدل بالملموس أنها بعيدة عن التخطيط الاستراتيجي والاكتفاء بسياسة الترقيع”. واعتبر تقرير صادر عن ”معهد التوقعات الاقتصادية لدول البحر الأبيض المتوسط” الشهر الماضي أن الدول المغاربية ومن بينها المغرب ”تسجل مؤشرات مقلقة فيما يتعلق بوفيات الأطفال ووفيات الأمهات، فضلا عن استمرار التوزيع الجغرافي اللامتساوي والمداخيل المتعلقة بالوصول الى العلاج، ثم مشاكل جودة العلاجات المقدمة..”. وسبق لوزير الصحة المغربي الحسين الوردي أن أعلن أن المغرب في حاجة الى 7000 طبيب و9000 ممرض لسد النقص الحاصل في قطاع الصحة، حيث لا يتوفر المغاربة الا على ستة أطباء لكل عشرة آلاف مواطن. ويتوفر المغرب على 60 ألف عامل في قطاع الصحة، حيث لا يصل الى العتبة الدنيا التي حددتها منظمة الصحة العالمية في 5.2 طبيب وممرض ومساعد لكل ألف نسمة، ما يعني أن المغرب في حاجة الى ما لا يقل عن 19 ألفا من مهنيي الصحة بشكل عاجل لتغطية الخصاص. وفي سياق آخر أدت الاشتباكات التي اندلعت قرب مدينة العرائش غرب المغرب إلى إصابة 289 رجل أمن و100 مدني على خلفية نزاع حول أراض زراعية بين السكان وشركة أجنبية. ونقلت مصادر إعلامية عن تقرير صادر عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قوله إن شركة داروز ريفيرا الإسبانية المتخصصة في زراعة الأرز قامت الخميس الماضي بإحضار مجموعة من الجرارات إلى الأرض محط النزاع مدعومة بقوات التدخل السريع والدرك والقوات المساعدة لحرثها. وأضاف التقرير أن المواجهات التي اندلعت إثر ذلك استمرت من الخميس إلى الأحد أسفرت عن جرح أكثر من 100 مواطن من بينهم حالات حرجة مشيرا إلى اعتقال 12 رجلا وخمس نساء. وقالت يومية أخبار اليوم المغربية على صفحتها الأولى إنه تم اعتقال 25 مواطنا من بينهم خمس نساء وتحدثت عن إصابة 289 رجل أمن نقلا عن مصدر أمني. وأشار التقرير إلى أن سكان المنطقة تدخلوا لمنع الشركة من الحرث فقامت القوات العمومية بقمعهم وتعنيفهم مستخدمة الهراوات والقنابل المسيلة للدموع ما اسفر عن عشرات الجرحى واصابات بليغة ولم يتمكنوا من الوصول الى المستشفى لتلقي العلاجات نظرا للحصار المضروب عليهم. وأوضح التقرير أن السكان يتهمون الشركة الاسبانية بالسطو على أراضيهم وتشريد أصحابها والتسبب بالتلوث والانتشار الكبير للبعوض بعد أن تم الاتفاق بين السكان والسلطات المغربية والشركة على ترك المساحة المحاذية لهم غير مزروعة بالأرز لتفادي الناموس والحشرات الضارة. بدورها قالت وزارة الداخلية المغربية في بيان إنها لن تسمح بأي ”عرقلة لحرية العمل والتجول”.