لجأ عدد من المواطنين مع نهاية الأسبوع المنصرم إلى رفع تقارير إلى مديرية الصحة ووالي ولاية خنشلة ووزير الصحة شرحوا فيها بالتفصيل ما وصفوه ب«الظروف المزرية» التي تمر بها المؤسسات الصحية بمدينة خنشلة، وتحديدا في مستشفى «علي بوسحابة» والاستعجالات الطبية التابعة له وبالمستشفى الجديد. وتطرق المحتجون إلى ما يجري من «تجاوزات» و«حالات إهمال» و«تخلي» عن الواجب المهني تجاه المرضى في حالات الخطر الشديد، فضلا عن تعطل أو تعمد الإعلان عن تعطل العديد من الأجهزة الطبية الضرورية في هذه المؤسسات وعدم توفير الحد الأدنى من الخدمات وحالات الغياب عن العمل وعجز الأطباء المناوبين والممرضين عن تدخلهم في الحالات المستعجلة والخطيرة ومن ذلك تعطل المصعد وتعطل أجهزة الكشف بالأشعة، وما تشهده هذه المؤسسات من انقطاعات متكررة للكهرباء وتعطل المولد الكهربائي الاحتياطي وما شابه. بعض المحتجين ممن وصفوا أنفسهم بضحايا هذه الظروف الاستثنائية المستمرة لجأوا فضلا عن التقارير المرفوعة التي تسلمت «الأيام» نسخة منها إلى مقاضاة الإدارة في هذه المؤسسات وقدموا شكاوى رسمية إلى وكيل الجمهورية، اتهموا فيها القائمين على الإدارة بالتهاون والتسيب وعدم استغلال الإمكانات الهائلة التي وفرتها الدولة لتمكين المواطنين من حقهم في العلاج في جميع الظروف والحالات وفي أي وقت. وقال المحتجون إن آخر حالة من هذه الحالات حالة الفتاة «ب. إيمان» 19 سنة، التي تعرضت لحادث مرور يوم أول أمس بطريق أم البواقي أين أصيبت بكسر في الحوض، وتم «إهمالها» بقاعة الاستعجالات بمستشفى علي بوسحابة لأزيد من ساعة ورفض إجراء الكشف بالأشعة عليها، وتم تحويلها إلى المستشفى الجديد أين لاقت المصير نفسه بدعوى عدم وجود العامل بجهاز الأشعة لتضطر العائلة إلى تحويلها إلى عيادة خاصة فيما بعد . إضافة إلى حالة المرأة التي تبلغ من العمر 86 سنة والتي حولت إلى مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجديد أين رفض الطبيب الجراح المختص المناوب إجراء الكشف بالأشعة على حالتها بدعوى أنه كشف عنها في عيادته الخاصة، مصرا على أن حالتها لا تستدعي هذا الكشف، واتضح فيما بعد تحويلها إلى العيادة الخاصة «مزداوت» أن تشخيص الطبيب خاطئ ما تسبب في إصابتها بمرض السكري. إلى جانب حالة المريضة التي تبلغ من العمر 80 سنة التي حولت إلى مصلحة الإنعاش بذات المستشفى، وتم رفضها لتوضع في قاعة عادية بطب النساء بدعوى عدم توفر التكييف بقاعة الإنعاش واستمرت على ذلك لأزيد من 3 أيام. وذكر المحتجون أيضا حالة مريضة تبلغ من العمر 34 سنة من سكان أولاد رشاش، التي لا تزال على فراش الموت بمستشفى علي بوسحابة بعد إصابتها بمرض تعفن جلدي في أطرافها، أين رفض تشخيص مرضها بالمستشفى الجديد، وأعيدت إلى المستشفى القديم دون جراحة أو تدخل إلى اليوم . بعض القائمين على هذه المؤسسات ومن بينهم أطباء وممرضون أكدوا أن الأمر يتعلق بخلل في شبكة الكهرباء تارة وبتعطل بعض الأجهزة تارة أخرى، في حين أكد مدير مستشفى «علي بوسحابة» أن كل هذه التهم مجرد تهويلوأن الإدارة تعالج كل الحالات الطارئة في حينها وأن كل شيء على ما يرام.