نشطت نجاة طيبوني، بقاعة الأطلس في العاصمة، لقاء استعرضت فيه تجربتها في مجال الكتابة المسرحية، مشيرة إلى قلة الاهتمام بالكتابة للمسرح، لكنها بالمقابل نفت مسألة غياب النصوص الأدبية التي يسمح الاقتباس بتحويلها إلى أعمال مسرحية تثري تجارب الفن الرابع. قالت طيبوني ”أنا لست ممثلة ولا أعتقد أنني سأصبح ذات يوم كذلك لأن هناك ممثلين أجدر مني في تمثيل الفن الرابع”، كما أنها تجد متنفسها في الكتابة التي تفرغ من خلالها طاقاتها وتترجم عبرها قناعاتها للهروب من ضغوطات الحياة وتراكماتها. ونوهت طيبوني بمجهودات وزارة الثقافة، إذ لم تكن الجزائر تحتكم بين سنوات 62 و2000 إلا على 6 مسارح وهي اليوم تنعم ب15 مسرحا جهويا، هذا إلى جانب وجود 11 مهرجانا خاصا بالمسرح و20 يوم مسرحيا على المستوى الوطني. كما أن الإنتاج المسرحي - حسبها - لم بتجاوز الثلاث مسرحيات في التسعينيات، وهو اليوم بعرف انتعاشا ملموسا، خاصة مع سياسة الدعم التي تنتهجها الدولة في هذا المجال، والتي تدعم 40 عملا مسرحيا من صندوق الدعم وخارج ذلك تساهم الدولة في تدعيم، التوزيع كذلك. وأضافت المتحدثة أنه في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية تم إنجاز 49 عملا مسرحيا، فيما تم إنتاج 40 مسرحية ضمن تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية. ونفت طيبوني وجود رقابة على سيناريوهات الأعمال المسرحية ووجود أزمة القاعات في الجزائر، لكنها أكدت مقاطعة الجمهور الجزائري للمسرح خاصة من طرف الشبان، ودعت إلى ضرورة إعادة ربط الصلة بين المسرح والجمهور بتعويد هذا الأخير على لقاءات دورية للفن الرابع، وكذا الحرص على الأداء المسرحي في المدارس لامتصاص طاقات الشباب وتوجيه إبداعاته المكبوتة.. لمنافسة مختلف الوسائط الإلكترونية التي تحول دون اهتمام شريحة الشبان بالمسرح. نجاة طيبوني، التي بدأت الاهتمام بالمسرح في سن مبكرة، في رصيدها عدة نصوص أولها نص ”حضرية والحواس” الذي يعود إلى أواخر العشرية السوداء، ”ليلة طلاق” عن فكرة المرحوم محمد بوشيبي الذي عالجت من خلاله حقوق المرأة، ثم جاء نص ”بلا زعاف” الذي أدت فيه الممثلة عايدة كشود دور البطولة بالتعاون مع طلبة المعهد العالي للفنون الدرامية لبرج الكيفان، إلى جانب مسرحية ”راس الخيط” الذي شاركت به في مهرجان الإبداع النسوي. أما آخر إنتاج لطيبوني فهو نص ”وصية المرحوم” الذي توجهت من خلالها إلى المسرح الخيالي، وتعاملت فيها مع باديس فضلاء وأخرجها المخرج ريتشارد دبمارسي الذي تعاونت معه في مونولوج ”حتى اللتًمْ”.