أقدم أمس عشرات الآلاف من أفراد التعبئة الجزئية للجيش الوطني الشعبي 1995-1999 على تنظيم وقفات احتجاجية واعتصامات أمام النواحي العسكرية الستّ، منددين بما أسموه “التهميش والنسيان الذي طالهم وعدم الرد على عريضة المطالب الموجهة إلى الوزير الأول منذ شهر أفريل من العام الجاري”، وهددوا في حال استمرار الأوضاع على حالها بالقيام بمسيرات يوم 05 جويلية المقبل عبر كامل التراب الوطني. شهدت النواحي العسكرية، صباح أمس، تنظيم وقفات احتجاجية من طرف أفراد التعبئة للجيش الوطني الشعبي والذين تم استدعاؤهم ضمن صفوف قوات مكافحة الإرهاب خلال العشرية السوداء والممتدة بين 1995-1999، وقال أحد ممثلي أفراد التعبئة لمكافحة الإرهاب بن يطو عبد القادر في زيارة ل”الفجر”، أمس، مع زملائه “إن الزملاء قاموا بالتوجه نحو النواحي العسكرية واحتجّوا أمامها بطريقة سلمية وطالبوا بإعادة الاعتبار لهم نظير المجهودات والتضحيات الجسيمة التي قاموا بها، كما طالبوا بالتكفل بمطالبهم التي تضمنتها العريضة الموجهة إلى الوزير الأول أحمد أويحيى شهر أفريل من العام الجاري والتي لم يتلقوا ردا عليها حتى الآن مما جعلهم يتساءلون عن الأسباب التي تقف وراء ذلك”. وقال المتحدث إن “صرختنا متواصلة رغم الجحود والنكران الذي نتلقاه من كبار المسؤولين في الدولة “، وهو ما تضمنته وثيقة تحصلت “الفجر” على نسخة منها موضوعها “تنديد بالتهميش والنسيان”، وجاء فيها كذلك “نحن الذين لم نبخل بأعز ما يملك إنسان في هذا الوجود وهي النفس، لقد هانت علينا أنفسنا لمّا تعرض وطننا إلى الفتنة الغادرة”. بالأمس القريب خلال العشرية السوداء، لبّينا النداء بدون مساومة، تاركين وراءنا عائلاتنا ومناصب أعمالنا إلى مستقبل مجهول، حيث كانت أيادي الغدر تتربص بنا في كل لحظة والموت المحقق يحدق بنا من كل جانب”. كما طالب أفراد التعبئة لمكافحة الإرهاب من خلال وثيقة تحصلت “الفجر” على نسخة منها موجهة إلى وزارة الدفاع الوطني وقائد الناحية العسكرية الأولى جاء فيها “نحن أفراد التعبئة لمكافحة الإرهاب على مستوى الناحية العسكرية الأولى نريد منكم إعادة النظر في قضيتنا كلها، وبالأحرى في ملف الخبرة الطبية، آملين فيكم أخذ هذه الصرخة بعين الاعتبار وتحويل ملف الخبرة الطبية إلى القطاعات العسكرية على مستوى الولايات لكي نتفادى التماطل وتضييع الوقت وإيجاد الحلول لقضيتنا العالقة، كما نطلب من سيادتكم تكثيف نسبة أفراد التعبئة لإجراء الخبرة الطبية، لأننا حوالي 20 ألف على مستوى الناحية العسكرية الأولى ولحد الساعة لا نتلقى إلا حوالى 50 استدعاء في الأسبوع، وإذا بقينا نسير على هذا المنهج فإن هذه العملية ستدوم حوالي 9 سنوات ونصف ولهذا نرى غموضا كبيرا”. وتابع المتحدث قوله “إن أفراد التعبئة لمكافحة الإرهاب 1995-1999 عقدوا مؤتمرهم الوطني الرابع بولاية عين الدفلى يومي 16 و17 جوان الجاري بمدينة حمام ريغة”. ويبين محضر اجتماع، تسلمت “الفجر” نسخة منه، أن 31 منسقا ولائيا يمثلون أفراد التعبئة على المستوى الوطني حضروا، وتم خلاله تشكيل 7 لجان تتمثل في لجنة خاصة لمتابعة الخبرة الطبية تتكون من 8 إلى 14 عضوا، ولجنة خاصة لدراسة الأوضاع والتخطيط وإيجاد الحلول على المستوى الوطني تتكون من 10 إلى 20 عضوا، ولجنة وطنية خاصة بمتابعة ملف المطالب على مستوى الهيئات العليا المتكون من 4 إلى 8 أعضاء، ولجنة وطنية خاصة بقضايا الإعلان تتكون من 9 إلى 15 عضوا، ولجنة وطنية للتقييم والانضباط متكونة من 9 إلى 15 عضوا. كما قرر المؤتمرون إنشاء مجالس ولائية من ممثلي البلديات والدوائر، وتواصل النقاش بكل حماس وروح وطنية، واتفق الجميع مرة أخرى على مواصلة الاحتجاجات والاعتصامات ابتداء من أول وقفة احتجاجية يوم 24 جوان (أمس) على مستوى النواحي العسكرية كلها، وفي حال عدم الرد على المطالب “سنقوم بتنظيم مسيرات في كل ولايات الوطن وذلك يوم 05 جويلية 2012” كما قالوا. وتساءل الجميع حول سر عدم الرد على عريضة المطالب في مكتب الوزارة الأولى و”بالأحرى التماطل واللامبالاة تجاه هذه الفئة التي لبت النداء من الوهلة الأولى وتصدت بكل ما لديها للإرهاب الغادر الذي عكّر سماء الوطن وكاد يسوق ذخر البلاد، وهو الشباب إلى ما لا يحمد عقباه”. كما تعهد المؤتمرون على مواصلة النضال السلمي بدون تراجع عن المطالب “المشروعة ومواصلة التضحيات إلى غاية استرجاع الكرامة الضائعة والمهمشة”.