لا تزال العائلات القاطنة بحي تيبوا محمود ببلدية باب الزوار شرق العاصمة تكابد معاناتها مع سكنات كارثية يزيدها محاذاتها لمصنع إنتاج الكهرباء، عبر مدة طويلة تصل ال20 سنة، وهم على أمل استفادتهم من سكنات اجتماعية لائقة بدل مراكز العبور التي يقطنون بها في غياب أدنى متطلبات الحياة الكريمة. أكدت العائلات المقيمة بالسكنات الكائنة بحي تيبوا والبالغ عددها 40 معاناتها اليومية المتواصلة مع الأصوات المنبعثة من المصنع المحاذي لهم والمختص بإنتاج الكهرباء، بحكم استعمال آلالات وهياكل ضخمة، وكذا تجهيزات مثيرة لأمراض الرأس وبشكل خاص الصداع بمجرد تشغيلها، هؤلاء الذين حرموا طعم الهدوء والسكينة طيلة مدة تواجد هذا المصنع بالحي والبالغة 20 سنة، فتشغيل الآلات الضخمة لساعات طويلة تتعدى في بعض الأوقات حد الثالثة صباحا، ليسلبهم الراحة والنوم بسبب الهزات والضجيج الذي تحدثه تلك التجهيزات، فالمصنع لم يترك شخصا بذلك الحي إلا وتسبب له بأمراض بالرأس ما حول حياتهم لجحيم، فحتى الأقراص المهدئة لألام الصداع لم تعد تجدي نفعا لهم بسبب إدمانهم عليها، بل عادت عليهم بآثار سلبية دون تخليص متناوليها من الألأم وإزعاج دوي المصنع، وامتدت تلك الآثار إلى حد إصابة البعض منهم بالصم، إلى جانب عدم قدرة الطلبة والمتمدرسين على مراجعة الدروس لاسيما خلال فترة الامتحانات بحكم الضجيج والهزات التي يتسبب فيها المصنع، الأمر الذي يؤثر سلبا على مستواهم الدراسي. من جهة ثانية، لم يخفي سكان المنطقة انزعاجهم واستيائهم الشديدين من مصالح سونلغاز، التي أكدوا بأنهم بعثوا لها بالعديد من المراسلات والشكاوى خلال فترة تواجد هذا المصنع بالحي، مطالبين بتغيير مقره نظرا للإزعاج والأمراض التي تسبب لهم بها، إلا أن هذه الأخيرة لم تتخذ أي إجراء تجاه مشكلتهم واكتفت بالصمت -حسب ما تؤكده العائلات المتضررة من هذا الوضع-، فيما تتواصل معانات هؤلاء مع المصنع والسكنات التي أضحت مشابهة لمراكز العبور لما ألت إليه. كما حاولنا الاتصال بمصالح بلدية باب الزوار لرفع انشغالات المواطنين بحي تيبوا محمود، لكن هذه الجهة لم ترد على اتصالاتنا، بينما أكد بعض المواطنين من هذا الحي الذين التقينا بهم، أن السلطات المحلية أكدت لهم برمجتهم في قائمة المرحلين لسكنات اجتماعية للحالة التي وصلت أليها سكناتهم، إضافة لمعاناتهم مع هذا المصنع، باعتبار أن نقله لجهة أخرى غير مقبول.