يمثل مشكل السكن و البطالة من أهم المشاكل التي تواجه سكان بلدية برج الكيفان بالعاصمة لاسيما بالنسبة لقاطني "حي موحوش" نظرا للأوضاع الكارثية التي يعيشون فيها، حيث حولت حياتهم إلى جحيم متهمين السلطات المحلية بالتماطل و عدم الاكتراث بحالهم كون هذه الأخيرة تكتفي في كل مرة بالوعود الكاذبة لتكون بمثابة الحقنة المسكنة لتهدئة الوضع في هذا الحي• حيث عبرت مئات العائلات للمسار العربي والقاطنة بإحدى الأحياء القصديرية وبالضبط حي موحوش عن سخطها واستيائها من الحالة الكارثية التي يعيشون فيها بسبب الظروف الصعبة التي لا يزال يشهدها حيهم، حيث أكدوا في حديثهم لنا أنه في كل مرة يتلقون وعودا من المسؤولين للتكفل بانشغالاتهم و ترحيلهم إلى بيوت أخرى لائقة إلا أنها تبقى حبيسة الأدراج لتمر الأيام و السنوات دون جديد يذكر و هو الأمر الذي زاد من تفاقم الوضع، خاصة وأنهم يعيشون في بيوت أشبه بالأكواخ هي العبارات التي رددها السكان القاطنون ب "حي موحوش"، إذ يحتوي كل بيت بالحي على غرفتين أو غرفة واحدة لا أكثر لعائلة يزيد عدد أفرادها عن ستة أشخاص• كما اشتكى السكان من غياب التهيئة في الطرقات المجاورة للحي و داخل الحي أيضا ما يحولها في فصل الشتاء إلى برك من المياه و الأوحال، أما في فصل الصيف فهي المتسبب الرئيسي لمختلف أنواع الأمراض بسبب كثرة الغبار منها الحساسية و الربو الناجمين عن ذلك ، إلى جانب أصوات الآلات التي تعمل في كل الفترات ليلا و نهارا وهو ما حول الحي إلى منطقة تجارية و مصدرا لإزعاج السكان بسبب الفوضى المنتشرة بالمكان، حيث تقوم العديد من الشاحنات و العربات برفع السلع من المصنع ما حال دون راحتهم، ناهيك عما يسببه من أمراض صحية تهدد صحة الأطفال و الكبار، كما يتسبب هذا المصنع حسب محدثينا في انقطاع وإضعاف الكهرباء بين الحين و الآخر بسبب الآلات الضخمة التي يستعملها• هذا الوضع المزري الناجم عن غياب أدنى شروط النظافة الضرورية، فلا نفايات ترفع في أوقاتها و الماء غائب عن الحنفيات أكثر مما يحضر خاصة و نحن في فصل الصيف، حيث يكثر الطلب على هذه المادة الحيوية، إلى جانب تدهور شبكة الصرف الصحي ، إلى جانب هذا كله انبعاث روائح كريهة منها في بعض الأحيان، الأمر الذي حول حياة هؤلاء السكان إلى جحيم حقيقي، خاصة و أن أغلب القاطنين بالحي محدودو الدخل• أما فيما يخص فصل الشتاء و ما مر عليهم من معاناة فحدث و لا حرج، حيث أفاد محدثونا أن سكناتهم شهدت برودة قاسية نظرا لطبيعتها، فضلا عن خطر الموت الذي بات يحدق بهم و خوفهم من انهيار الأسقف فوق رؤوسهم في أي لحظة بسبب هشاشتها، خاصة و أنها تعود إلى فترة ما قبل التسعينيات الأمر الذي ساعد على انتشار المنحرفين بها و ارتكاب الجرائم والاعتداءات والسرقات لتسود بذلك حالة من الرعب والخوف وسط السكان• و من جهة أخرى يواجه ذات السكان مشكلة عويصا إلا و هي البطالة و التي كانت السبب الرئيسي في توجه أفرادها إلى السبل غير الشرعية من أجل تحصيل لقمة العيش• و في هذا الإطار يجدد السكان ندائهم و يرفعون بأعلى أصواتهم تدخل السلطات المحلية لانتشالهم من الوضع المزري الذي بإمكان السلطات القضاء عليها أو حتى التخفيف عنهم في انتظار ترحيلهم إلى سكنات لائقة.