يطالب قاطنو بلدية باب الوادي الواقعة في الناحية الغربية من العاصمة بنقل مصنع الشركة الوطنية للتبغ والكبريت إلى مكان آخر، بسبب المشاكل الكبيرة التي انجرت عن تواجده وسط التجمعات السكانية بكل من حيي «طالب عبد الرحمان» وكذا «الروميز» وباتوا رهائن الأمراض التنفسية والعصبية بفعل الغازات السامة المنبعثة منه وكذا ضجيج الآلات والتجهيزات التي تحدث أصواتا مزعجة تؤثر على راحتهم ونفسيتهم وبالأخص على أطفالهم. مؤكدين في ذات السياق بأن الشركة تملك مصنعين بكل من حي «طالب عبد الرحمان» وحي «الروميز»، منذ ستنييات القرن الماضي، وهو الأمر الذي زاد من معاناتهم جراء إصابتهم بأمراض تنفسية عديدة على غرار الربو والحساسية، إلى جانب الأمراض العصبية، وهذا ما تعيشه كريمة التي أصبحت لا تستطيع النوم دون استعمال «بخاخة» التنفس الطبية، المكلفة، خاصة وأن محدودية دخل عائلتها لا يسمح بدفع مبالغ إضافية لاقتناء الأدوية اللازمة. مع الإشارة إلى أن زوجها عمل كميكانيكي بالشركة الوطنية المذكورة أعلاه على الرغم من الضريبة التي دفعتها نظرا لعدم توفر منصب شغل له، حيث لم تنف محدثتنا الأهمية التي تكتسيها هذه الشركة بالنسبة للمئات من قاطني باب الوادي، بحكم أنها وفرت لهم مناصب شغل، كما أنها تساهم في رفع الدخل المحلي للمنطقة وكذا الوطني، إلا أن سلبياتها باتت اكبر من ايجابياتها، رغم قيام مسؤوليها بوضع مصفيات حديثة لمنع خروج الغازات السامة إلى المحيط الخارجي، وقد مضى على ذلك سنتين، بعد ارتفاع عدد الأصوات المناهضة لتواجدها في المنطقة، إلا انه لم يكن الحل المناسب ولم يرض السكان الذين مازالت معاناتهم متواصلة بسبب الأصوات المزعجة والضجيج الذي تحدثه مختلف الآلات والتجهيزات داخل مصانع الشركة والتي تستمر إلى وقت متأخر، ما يحرمهم من النوم والاسترخاء وحتى من الدراسة،مستغربة في ذات السياق تواجد مصنع الشركة الوطنية للتبغ والكبريت وسط التجمعات السكانية رغم الأضرار التي تسببها نشاطات هذه الأخير للسكان، غير أن هذا مناف للمواثيق والقوانين الدولية -حسبها- كما أن مواقف مسؤولي بلدية باب الوادي باتت تثير غضب واستياء السكان، الذين ضاقوا ذرعا من سياسة التهميش واللامبالاة إلى جانب كثرة الوعود مع كل حملة انتخابية، بقرب نقل المصنع إلى المنطقة الصناعية على مستوى دالي إبراهيم والتي لم تتجسد لحد كتابة هذه الأسطر. وفي ظل هذه المشاكل، يجدد قاطنو حيي كل من «طالب عبد الرحمان» و»الروميز» الكائنين ببلدية باب الوادي مطلب إيجاد حل نهائي وفوري من خلال تغيير مصنع الشركة الوطنية للتبغ والكبريت إلى منطقة صناعية لتفادي سموم وضجيج هذه المصتع التذي يشكل خطرا كبيرا على البيئة والمواطن.