في وقت لاتزال الواجهة البحرية كتامة أو كما تسمى أيضا الكازينو، قبلة لكل زوار عاصمة الكورنيش مرغمين، كونها القلب النابض لمدينة جيجل ليلا ونهارا، إلا أنها هده الأيام بدأت تشهد مظاهر اجتماعية مشينة وسلوكات غريبة عن مجتمعنا. مظاهر غريبة تثير الرعب في نفوس المصطافين تشهدها عاصمة الكورنيش الجيجلي مؤخرا، مثال عليها ما حدث مع بداية الأسبوع حيث أقدم أحد الشباب على محاولة حرق نفسه بالبنزين بالساحة الكبرى للواجهة بسبب تذكرة توقف سيارة في عملية استعراضية دامت أزيد من أربع ساعات، حاولت خلالها عناصر الأمن التهدئة من روعة الشاب وإقناعه بالعدول عن الانتحار، وهو ما خلق أزمة في حركة المرور وشلل تام كما انتاب العائلات القادمة من مختلف الولايات الدعر والخوف من هذه الحادثة التي تعوّد عليها سكان جيجل في الأيام الأخيرة. وقد فضلت أغلبية العائلات مغادرة أكشاك الواجهة وحتى خيم ومظلات رمال الشاطئ الذي يمتد على مسافة حوالي 3 كلم والذي يعد أطول شاطئ في الجزائر. كما أقدم أيضا شاب على نفس الفعل في محاولة استعراضية بسبب مناوشات حول رخصة استغلال رمال الشاطئ بطريقة غير قانونية التي يقوم بها ويبتز الزوار بمبالغ مالية تتراوح بين 400 و1500 دج، يضاف إلى كل هذا إقدام مسلحين بأسلحة بيضاء ليلة أول أمس بمهاجمة الصيادين في ميناء بوالديس المجاور للواجهة، ما أدى إلى إصابة صيادين بجروح خطيرة، دون الحديث عن الاعتداءات المتكررة ليلا من طرف المنحرفين والسكارى، وهو ما أكده لنا صاحب فندق الإقامة الذي يعاني من هذه الظاهرة. كما نسجل هده الأيام، في ظل الاكتظاظ والفوضى، نشاط بعض الشباب المنحرف في السرقة والنشل، رغم تواجد عناصر الأمن بالمكان طيلة ساعات اليوم، إلا أن التحكم في ذلك الكم البشري الهائل ليس سهلا، والأكثر من هذا فوضى الباعة على الرصيف المخصص للمارة، بحيث احتلوا كل الأرصفة، ما جعل العائلات تسير في الطريق، هذه الأخيرة التي لا تزال محتلة من طرف مواكب الزفاف التي تعبره إجباريا بفعل الأعراف مما يخلق فوضى عارمة. والشيء الجديد هذا الموسم في شاطئ كتامة والذي أرعب المصطافين، تلك النتائج التي أعلنت عنها مصالح البيئة لولاية جيجل على هامش اللقاء التحسيسي بمناسبة عيد السياحة المنظم هذا الأسبوع، والتي أشارت بأن مياه الشاطئ ملوثة بسبب وادي المدينة القادم من لعقابي والذي يصب مباشرة في البحر، ما قد يؤدي إلى إصابة المصطافين بأمراض جلدية خطيرة، وتشير مصالح البيئة بأنها لا تزال تقوم بتحاليل للمياه باستمرار للوقوف على النتائج النهائية. من جهته، مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية جيجل وفي رده على سؤال ”الفجر” حول تلوث مياه البحر وإمكانية غلق الشاطئ الشهير بعاصمة الولاية، أشار بأن هناك لجنة متخصصة في مراقبة مياه الشواطئ، وفي حالة اكتشافها لخطورة ما فإنها ستخطر السلطات الإدارية لاتخاذ القرار في الوقت اللازم. على كل ورغم مخاوف الزوار على أبنائهم من المياه الملوثة وانتشار الشائعات بينهم وكذا الانتحارات الاستعراضية، إلا أن العائلات لا تزال تفضل هذه الواجهة لتناول المشويات والمثلجات والسمر مع الشاي الصحراوي المميز، كما أصبح الأطفال يستمتعون بقضية الانتحارات من أجل التقاط صور فوتوغرافية للذكرى في حين نجد بداية اهتمام الزوار بساحة بومارشي بالجهة الغربية وكذا ساحة التمثال وباخرة بابا عروج في محاولة للتنفيس عن كتامة.