تشهد محلات بيع وكراء ملابس السهرات بسيدي بلعباس إقبالا كبيرا، حيث راجت في السنوات الأخيرة هذه التجارة التي أضحت مصدر رزق العديد من الباعة والتجار. تعرف العديد من المحلات في سيدي بلعباس، خاصة التي تحتوي محلاتهم فساتين الأعراس والسهرات التي تقبل عليها المقبلات على الزواج والفتيات للظهور بأبهى حلة ومظهر. وتزدهر هذه التجارة وتبلغ أوجها خلال فصل الصيف الذي تكثر فيه المناسبات العائلية من أعراس وحفلات متنوعة، ما يضطر العديد من التجار إلى جلب هذه الفساتين بكثرة لتحقيق أرباح كبيرة. وتتنافس هذه المحلات في وضع أسعار مغرية للزبونات، كالتخفيضات في حال إقتناء أكثر من فستان أو إعارة واحد بالمجان في حال كراء أكثر من ثلاثة فساتين. وتختلف أثمان الكراء من محل لآخر ومن فستان لآخر، حيث تصل في بعض الأحيان إلى 1000 دج وترتفع إلى غاية 4 آلاف دج حسب موديل الفستان. أما فساتين الأعراس فهي الأخرى تخضع لنفس مقاييس الجودة وتتراوح بين 2500 دج إلى 15 ألف دج. وعن لباس "الشدة التلمسانية" التقليدي، والذي يعد لباسا أساسيا ترتديه العروس وقت وضع الحنة لها بكافة المناطق الغربية من الوطن، فتتراوح أسعار كرائه بين 3 آلاف و12 ألف دج، حسب جودة الإكسسوارات المصاحبة له وكذا الجوهر وموديل اللباس. من جهة أخرى، تستغل بعض النساء والفتيات هذا النوع من الأنشطة وتجعلن منه مصدر رزق، حيث تقمن بشراء بعض الألبسة التقليدية كالشدة التلمسانية، الرداء، وكذا فساتين الزفاف والسهرات بهدف كرائها للزبونات بأسعار تنافس أصحاب المحلات، وهي التجارة التي تشهد رواجا كبيرا في المناطق الجنوبية للولاية نظرا لبعدها عن مقر الولاية، حيث تكتفي الزبونات باقتناء فساتينهن من عند هؤلاء دون تحمل مشقة القدوم إلى عاصمة الولاية.. وقطع مسافات تفوق 50 كلم لكراء فستان أو لباس تقليدي. وفي هذا الصدد، تؤكد الآنسة زواوية، القاطنة بدائرة تلاغ جنوبا، أنها طورت تجارتها، حيث أضحت الآن تملك أزيد من 15 فستانا بين فساتين الزفاف والتقليدية والخاصة بالسهرة، ولها زبائن من كافة بلديات الدائرة حتى أنها لا تلبي كافة الطلبات أحيانا، خاصة أنها تساعد الزبونات بأثمانها المعقولة. كما أنها تعتمد الدفع بالتقسيط، بالإضافة إلى تسامحها مع المتأخرات في إرجاع الفساتين على عكس أصحاب المحلات الذين يفرضون عليهن أثمان إضافية. أما السيدة زوليخة، وابنتها أحلام، وأخت زوجها مريم، فكونّ فريق عمل خاص بتجهيز العرائس بمدينة سيدي بلعباس، حيث تتنقلن إلى منزل العروس.. أين تقوم السيدة زوليخة بإلباس العروس حسب طلبها، فيما تتفنن مريم في تجميل العروس وحتى الفتيات والنساء الحاضرات ويقتصر عمل أحلام على تصوير الحفل. وصرحت أن هذا العمل أكسبهن ثقة الزبائن نظرا لتفانيهن في عملهن كما أنهن يختصرن على الزبونات مشقة البحث عن كل واحدة على حدة خاصة لمن ينظمن حفلات الأعراس بالمساكن العائلية. ومن جهة أخرى، تتفنن العديد من ربات البيوت في صنع مختلف الحلويات التقليدية ومن ثم بيعهن للزبائن حسب الطلب، خاصة الراغبين في تنظيم الحفلات العائلية الذين يفضلون التعامل مع النساء نظرا لأسعار الحلويات المعقولة وكذا التقسيط في الدفع.