يعاني الآلاف من سكان ريف ولاية مستغانم، من العطش رغم تدفق ملايين الأمتار المكعبة من مياه الماو بفعل استمرار تعدي عدد من الفلاحين على شبكة المياه الممتدة خارج المناطق الحضرية لسقي أراضيهم وعجز السلطات المحلية والأمنية عن إيجاد حل للمشكل المستعصي الذي يحرم السكان من المياه الصالحة للشرب. وقد أدى شح المياه في بعض دواوير ولاية مستغانم، كدوار الزاويا ودوار المرجى ببلدية بوقيرات أو دوار الشعايبية ببلدية الصفصاف بالسكان، إلى البحث عن المياه عن طريق شراء صهاريج بسعر يصل إلى 600 دج للصهريج الواحد، رغم وجود شبكة ممتدة إلى سكناتهم كلفت ملايين الدينارات في أنحاء متفرقة من الولاية أنجزت في إطار مشاريع التنمية البلدية، حيث لا تصل المياه إلى دوار الزاويا ببلدية بوقيرات جنوب ولاية مستغانم مثلا إلا مرة كل أسبوع وتصل المدة إلى أكثر من أسبوعين أحيانا، كما أكد عدد من المتضررين بأن كمية المياه شحيحة للغاية ولا تزيد مدة تزويدهم عن الساعة في أحسن الظروف. وقد ساهم الربط العشوائي في تخريب القناة التي تربط الدوار بفعل تراكم الأتربة ما أدى إلى غلقها قبل أن تقوم مصالح البلدية بتصليحها بعد أشهر، فيما لا يزال المشكل قائما حسب السكان، أما في دوار المرجى الواقع في نفس البلدية، تعاني أكثر من 20 عائلة من العطش لعدم وصول المياه نهائيا إلى حنفياتها لنقص الضغط بسبب الربط العشوائي الذي لم تتمكن لا مصالح البلدية ولا قوات الدرك الوطني التحكم فيه داخل مساحات زراعية ممتدة وقد رفض عدد من السكان في وقت سابق تركيب عدادات المياه للإبقاء على الوضع على ما هو عليه.كما يعاني دوار الشعايبية ببلدية الصفصاف، من نفس المشكل، حيث حرموا من المياه لنفس الأسباب وهو ما يضطر السكان الذين قهرهم الفقر والجوع إلى استعمال ظهور الحمير كوسيلة لنقل دلاء المياه من عين طبيعية تدعى مقرص وتبعد 3 كلم عن محيطهم السكني، إضافة إلى مناطق متفرقة من ولاية مستغانم، لا يزال سكانها يشترون مياه الصهاريج رغم دخول مشروع الماو حيز التشغيل منذ سنوات والذي يمون عدد من الولايات المجاورة ورغم قرب المسافة الفاصلة بين شبكة الماو وبين تجمعاتهم السكنية. وبالمقابل أكد مدير الري بولاية مستغانم للفجر بأن المناطق التي لا تزال تعاني من شح مياه الشرب تسير من طرف البلديات في انتظار ربطها بشبكة الولاية لمنع التوصيلات العشوائية. ويذكر أن شبكة المياه التي تصل عدد من دواوير ولاية مستغانم، يسهل تخريبها لصغر حجم الأنابيب من جهة، ولضآلة سمكها ما زاد من عمليات الربط العشوائي، فيما يتجنب الفلاحون مصاريف السقي الإضافية من وقود ومحرك ويحرمون بالتالي الآلاف من سكان ريف ولاية مستغانم، من مياه الشرب يفترض تزويدهم بها لوجود شبكة قيد التشغيل من الناحية النظرية.