عادت موجة الاحتجاجات والاحتقان خلال الأسبوع المنصرم إلى أحياء بلديات الجلفة تنديدا منهم بتقاعس المسؤولين في تجسيد وعودهم، إذ لايزال المواطن الجلفاوي يعاني من نفس المشاكل بل أصبحت تتفاقم كل يوم، انطلاقا من انعدام الماء وتذبذب توزيع الكهرباء، ومشكل التهيئة والإنارة والمرافق الضرورية والنقائص المسجلة في مختلف المجالات. وشهدت، مساء أولّ أمس، بلدية حاسي بحبح بالجلفة حركة احتجاجية موسعة شارك فيها العشرات من قاطني حي بوعافية الذين عمدوا إلى غلق الطريق الوطني رقم 01 الرابط بين بلديتهم وعاصمة الولاية، احتجاجا منهم على انعدام الماء الشروب والإنارة. وحسب المحتجّين فإنّ هذه الخرجة الاحتجاجية جاءت نتيجة المعاناة اليومية التي يتخبط فيها هؤلاء، مجمعين على التهميش الذي يعرفه حيهم واتهموا في ذلك المسؤولين بتفضيل مناطق على حساب أخرى، ما خلق حالة من التذمر و الاستياء في أوسطهم. وقد رفع في ذلك المحتجون لافتات تخص المشاكل التي تعاني منها المدينة، وهذا باستعمالهم دلاء فارغة للتعبير عن أزمة العطش، كما قاموا بإشعال الشموع تعبيرا منهم عن أزمة غياب الإنارة بعد أن عانوا كثيرا من الظلام داخل الحي المفتقر بدوره للإنارة العمومية. وقد كشف هؤلاء المحتجون في تصريحهم ل''الفجر'' أنهم يعيشون وضعية صعبة جراء غياب الماء الشروب عن حنفياتهم، مؤكدين أنهم يعانون العطش منذ ثلاثة أشهر، مشيرين في السياق ذاته إلى أنّ هذه الوضعية ازدادت حدّة خاصة مع حلول هذا الفصل الحار الذي يتطلب استهلاكا واسعا لهذه المادة الضرورية. كما طالبوا في ذات السياق بحل مشكل الإنارة العمومية وإصلاح جميع الأعطاب خلال هذا الشهر الكريم الذي يشهد تنقلا كبيرا للسكان في الليل، مع مطالبتهم بالتركيز على صيانة فعّالة وتركيب مصابيح ذات جودة عالية بدلا من النوعية الرديئة والسريعة التلف. كما طالبوا أيضا الجهات المعنية بتنظيف الشوارع وشحن النفايات المنزلية وتنظيف محيط المدينة الذي يشهد تراكما كبيرا لأنواع الأوساخ والفضلات وبقايا البناء في ظل عدم وجود برنامج نظافة وبرنامج رقابة بالبلدية على حد قولهم، مطالبين من والي الولاية بالتدخل العاجل بصرف الأموال المجمدة للبلدية في مشاريع ذات المنفعة العامة، وهذا - حسبهم - بإشراك ممثلي الجمعيات والمجتمع المدني في التنمية والاستماع للانشغالات المرفوعة من طرفهم والرد عليها. وقد تدخلت السلطات المحلية والأمنية لأجل السيطرة على الوضع واحتوائه ومحاولة تهدئة المحتجين، الذين تلقوا في ذلك وعودا من طرف رئيس الدائرة الذي استمع لانشغالاتهم ووعد بالتكفل بها في أقرب وقت ممكن.