ينتعش نشاط المخابز ومحلات إعداد الأطباق التقليدية بعنابة منذ حلول شهر رمضان، خاصة منها المختصة في بيع الخبز التقليدي بأنواعه، منه خبز الدار والمطلوع، حيث يتوافد على هذه المحلات العديد من الزبائن من أجل اقتناء كميات كبيرة من كسرة المطلوع، التي تختلف نكهتها وطريقة تحضيرها من منطقة إلى أخرى. أغلب الصائمين يقفون في طوابير طويلة أمام المحلات المتراصة بقلب المدينة القديمة بلاص دارم، حيث تعرف نشاطا مكثفا في تجارة خبز المطلوع المعروف بجودته العالية. ويجمع تجار هذا النوع من الخبز الذي بلغ صيته خارج حدود ولاية عنابة أن طريقة تحضير خبزهم باتت تحقق لهم ربحا وفيرا، إلى جانب حرصهم على إضفاء بعض المنكهات المستخلصة من الأعشاب، منها الزعيترة و الحبة السوداء و خلطات أخرى لا يعرفها إلا صاحبها، إضافة إلى حرصهم على تطبيق شروط النظافة سواء في عملية التحضير أو عند عرض الخبز للبيع. والملاحظ أن هذا النوع من التجارة لم يعد حكرا على العائلات الفقيرة والمعوزة فقط، مثلما كان في وقت سابق، وإنما أضحى العشرات من الشبان والكهول بمختلف حالاتهم الاجتماعية يتنافسون على استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن لترويج سلعتهم، كما يعملون على اكتساب زبائن جدد بشتى الطرق عن طريق الإشهار بجودة سلعتهم بمجرد قدوم وجه جديد أو قيام أحدهم بركن سيارته بالقرب منهم. من جهتهم، أكد زبائن تجار المطلوع بالمدينة القديمة بلاص دارم، أنهم تعودوا على شراء الخبز التقليدي من هؤلاء الباعة خلال شهر رمضان، باعتبار أنهم لا يستطعون شراءه من منطقة أخرى، كونه تقليديا مائة بالمائة انطلاقا من عملية تحضيره إلى غاية طهيه، مؤكدين على أن الفارق الكبير بين هذا الخبز ونظيره المسوق في الأسواق الأخرى هو النكهة وشكله الجميل، علما أن هذا النوع من الخبز يعرف انتعاشا كبيرا خلال شهر رمضان، أين يكثر الطلب عليه من طرف الباحثين عن كل ما هو تقليدي.