تعيش مدينة بودواو بولاية بومرداس، على غرار باقي مناطق الوطن، أجواء رمضانية استثنائية في مجال تجارة الخبز التقليدي بأنواعه من “مطلوع”، خبز “الفطير”، إضافة إلى خبز “المورقة” الذي يعرف باسم “الملوية” أو “العرايك” في مناطق أخرى حيث يتوافد المئات من الصائمين يوميا على مدينة بودواو بمختلف الأعمار ومن كلا الجنسين، الذين يقصدون منطقة “الأربعة طرق” المعروفة باسم “الزاوشة” الرائدة في مجال تجارة الخبز التقليدي بأنواعه خصوصا “المطلوع”. تشهد منطقة “الأربعة طرق” التي تعرف محليا باسم “الزاوشة” الواقعة بالمدخل الشمالي لمدينة بودواو على مدار السنة نشاطا مكثفا في تجارة خبز المطلوع، إلا أن هذه التجارة تنتعش خلال شهر رمضان بسبب توافد المئات من الصائمين القادمين من مختلف المناطق المجاورة لشراء هذا النوع من الخبز التقليدي الذي يعرف بجودته العالية. ويجمع تجار هذا النوع من الخبز الذي بلغ صيتهم خارج حدود الولاية، أن السر الذي جعل خبزهم يحقق رواجا كبيرا، هي طريقة تحضيره التي تعتمد على طرق تقليدية محضة، إضافة إلى حرصهم على تطبيق شروط النظافة سواء في عملية التحضير أو عند عرض الخبز للبيع. والملاحظ أن هذا النوع من التجارة لم يعد حكرا على العائلات الفقيرة والمعوزة فقط مثلما كان في وقت سابق، وإنما أضحى العشرات من الشباب والكهول بمختلف حالاتهم الاجتماعية يتنافسون على استقطاب أكبر عدد ممكن من الزبائن لترويج سلعتهم، كما يعملون على اكتساب زبائن جدد بشتى الطرق، عن طريق الإشهار بجودة سلعتهم بمجرد قدوم وجه جديد أو قيام أحدهم بركن سيارته بالقرب منهم. ومن جهتهم، أكد زبائن تجار المطلوع بمنطقة “الزاوشة” أنهم تعودوا على شراء الخبز التقليدي من هؤلاء الباعة باعتبار أنهم لا يستطيعون شراءه من منطقة أخرى سواء في رمضان أو في باقي الأيام الأخرى، كونه تقليديا مائة بالمائة انطلاقا من عملية تحضيره إلى غاية طهيه، مضيفين أن الفارق واضح بين هذا الخبز ونظيره المسوق في المناطق الأخرى.