لا تختلف عادات وتقاليد منطقة تابلاط في شهر رمضان عن بقية مناطق الجهة الشرقية من ولاية المدية، حيث تتشابه مع الكثير من عادات سكان منطقة القبائل، وهذا راجع للقرب الجغرافي، والتي تتميز على وجه الخصوص بتزيين البيوت وتنقية الجدران مع إعطاء حلة جديدة للبيت تكون ظاهرة للعيان، وهذا في شهر شعبان. ومن العادات المتوارثة بالمنطقة كذلك “العرضة"، وهي دعوة الأصدقاء والأقارب وحتى عابري السبيل إلى مائدة الإفطار، حيث تعتبر سنة حميدة يتسابق عليها السكان. ومن مظاهر الشهر الفضيل قيام بعض المحسنين بالتعاون مع الجمعيات الناشطة، كالهلال الأحمر الجزائري والكشافة الإسلامية الجزائرية، بتنظيم موائد إفطار جماعية، كما يشرف بعض ملاك المطاعم على توفير وجبات ساخنة لعابري الطريق الوطني رقم 08، والذي يشهد حركة مرورية كثيفة، إذ قبل الإفطار بنصف ساعة يقوم السكان هناك بتوقيف الشاحنات والسيارات ودعوة السائقين والركاب لهذه الموائد، كما تكثر في هذا الشهر عملية التبرعات والصدقات على الفقراء والمساكين. كما تظهر مع حلول شهر رمضان حلة إيمانية، فتتزين المساجد ويزداد واردوها، حيث لا تستوعب هذه المساجد العدد المتزايد من المصلين، ما يفرض على القائمين عليها تخصيص الساحات المجاورة من أجل أداء صلاتي العشاء والتراويح، ويفضل الكثير من المصلين اختيار المرتلين من أصحاب الحناجر العذبة. ومن العادات التي تكثر في هذا الشهر الفضيل ظاهرة تجارة الأرصفة، أو ما يسمى بالباعة المتجولين من جميع الفئات العمرية، حيث يكثر بائعو خبز الدار بأنواعه (المطلوع، الفطير، خبز الشعير، الديول..)، بالإضافة إلى انتشار الحلويات الخاصة بالمناسبة كالزلابية وقلب اللوز والقطايف. هذه الظاهرة وإن بدت إيجابية لكسب رزق حلال لبعض الناس وكذا المحافظة على الأطعمة تقليدية المتداولة، إلا أنها تحمل في طياتها العديد من الآثار السلبية، منها انتشار الأوساخ والشجارات حول أتفه الأسباب، ناهيك على معاناة الأطفال في هذا العمل الشاق. وباعتبار المنطقة محافظة تقل بشكل كبير السهرات الفنية وخروج العائلات نظرا لافتقار المدينة لأماكن العمومية الترفيهية، لكن تنتشر بكثرة الزيارات والسهرات العائلية طيلة أيام الشهر الفضيل .