تحولت الكثير من بيوت الجزائريين هذه الأيام إلى مصانع صغيرة وذلك من خلال ممارسة ربات البيوت لنشاطات تساعدهن في إعالة أسرهن على غرار صناعة الديول وخبز الدار والمحاجب والقطايف والمقروط وغيرها من الأطباق الشعبية التي تلقى رواجا في الشهر الفضيل، لتبيعها بعد ذلك مستعينة ببعض الأطفال. خالتي "وردية" تقطن بحي القصبة العتيق، هي إحدى السيدات اللواتي تجدن في شهر رمضان فرصة للاسترزاق من خلال صناعة الديول، هذه المادة التي يزيد الطلب عليها في شهر رمضان لتحضير بعض الأطباق على غرار البوراك وكذلك بعض الحلويات الرمضانية التي تزين موائد الجزائريين في كل سهرة.. "بمجرد اقتراب الشهر الكريم أبدا باقتناء كامل المستلزمات باعتباري مسؤولة على إعالة عائلة تتكون من ثمانية أفراد لأن زوجي متوفى، وقد وجدت في هذه الحرفة التي ورثتها عن أمي رحمها الله بالإضافة إلى الدخل المعتبر الذي توفره، إحساسي بالمتعة و أنا بصدد تحضيرها وتعليمها لشاباتنا". أما السيدة كريمة، من ضواحي العاصمة، والتي وجدناها منهمكة بإحدى الأسواق من أجل اقتناء كل ما يلزمها لتحضير بعض الحلويات الرمضانية على غرار المقروط، القطايف، الصامصة و البقلاوة لتبيعها بعد ذلك لإحدى المحلات المتخصصة في بيع الحلويات التقليدية مقابل مبلغ لا بأس به تساهم من خلاله في مساعدة زوجها صاحب الدخل المحدود جدا". و إذا وجد البعض شهر رمضان فرصة للاسترزاق فإن البعض الآخر وجد في إعداد هذه الأطباق العادة التي لا يمكن الاستغناء عنها فهي من الأجواء التي توحي بقدوم الشهر الكريم، فخالتي فاطمة التي تقطن بحي باب الواد العتيق تروي لنا قصتها مع صناعة القطايف و الديول أكثر من 40 سنة ولم تنهكها كل هذه السنين بل تجد متعة كبيرة وهي بصدد تحضير هذه المأكولات حيث يشدها الحنين إلى الأيام الماضية التي ترى بأنه مهم فعلنا فلن تعود أبدا،"أعمل على تحضير القطايف و الديول بنفسي بمجرد حلول شهر رمضان. وتنتشر في شهر رمضان المعظم ظاهرة متاجرة الأطفال على الرصيف لبيع المطلوع أو خبز الدار، وهي مصدر رزق لكثير من العائلات، كما قد تلجأ بعض النسوة إلى الاتفاق مع بعض المحلات لتزويدها بالمطلوع وبيعه مقابل اقتسام الثمن أو تحديد نسبة معينة وهوما لجأت إليه خالتي علجية في بلدية القبة حيث تستعين مع كل شهر رمضان ببائع للمواد الغذائية لتزويده بالكمية المطلوبة كل يوم. نسيمة بلعباس