تعتبر منطقة تيكجدة من أشهر المناطق السياحية بالجزائر ، التي تسلب عقول زائريها بجمالها الخلاب ومناظرها الطبيعية الرائعة. المناظر الساحرة التي تزخر بها حظيرة تيكجدة تجلب عددا كبيرا من السياح منذ زمن ، إلا أن النشاط السياحي بها عرف ركودا في فترة العشرية السوداء ، لكنها استأنفت نشاطها وبثت الحياة فيها من جديد بعد استقرار الأوضاع الأمنية.. و عادت العائلات لإقامة نزهاتها في هذا المكان الهادىء الجميل. منطقة تيكجدة الخلابة توجد في أعالي جبال جرجرة، وهي سلسلة جبلية مشهورة في منطقة القبائل، على بعد عشرة كيلومترات تقريبا من منطقة ولاية البويرة، تعد من أهم المناطق التي ترتادها العائلات طلبا للراحة، خاصة مع توفرها على مرافق تقدم خدماتها للزائرين رغم قلتها أمام العدد المتزايد للمتوافدين عليها، غيرأنها تواصل تقديم خدماتها.. في انتظار التفاتة المسؤولين لتطويرها بما يتناسب مع إقبال السياح المتزايد. كما تعتبر هذه المنطقة فضاء طبيعيا للرياضيين، حيث يقبل عليها الشبان لممارسة الرياضة نظرا لارتفاعها وهوائها النقي، بالإضافة إلى الهدوء الذي يسودها، وهو مطلب الهاربين من صخب المدينة وضوضائها. إضافة إلى المناظر الطبيعية التي تزخر بها المنطقة والتي تساهم بشكل كبير في جلب العائلات طلبا للراحة، تعرف حظيرة تيكجدة بالينابيع الكثيرة التي تتفجر عذوبة من كبد جبال جرجرة، والتي تتميز عن باقي الينابيع بمائها البارد ذي النكهة الخاصة. الزائر للمنطقة لابد أن يلتقي بالقردة، هذه الحيوانات التي تنقسم إلى مجموعات.. البعض يفضل الجلوس على حافة الطريق للظفر ببعض الأكل الذي يتكرم به الزوار، فيما تبقى مجموعات أخرى تتدلى من أغصان الشجر وتراقب حركة الناس من بعيد بحذر. والجدير بالذكر أن القطاع السياحي بمنطقة القبائل تفاءل خيرا سنة 1983 بعدما أعلن عن تأسيس الحظيرة الوطنية جرجرة التي تتربع على مساحة 18500 هكتار. وفي سنة 1997 صنفتها ‘'اليونيسكو'' منطقة طبيعية ومحمية عالميا، فالحظيرة تحتوي على 6 مقاطعات، 4 منها تابعة لولاية البويرة واثنتين تابعتين لولاية تيزي وزو. وتتوفر على حيوانات مختلف ومتنوعة، منها الثعلب الأحمر، الذئاب، والرباح وابن عرس، والضبع المخطط، وهو حيوان نادر، إضافة إلى الوشق، وأنواع من الخنازير البرية والمكاك البربري والقنفذ الشيهم وغيرها من الحيوانات. كما تحتوي الحظيرة 127 نوع من الطيور، منها طائر الشاهين، طائر الحسون، النسر ملتحي، إضافة إلى الطيور الموسمية التي تقصد غابات جرجرة. رغم كل ما تزخر به الحظيرة الوطنية لجرجرة إلا أنها تعاني إهمالا كبيرا، إذ لا يوجد أي معلم يوحي أنها حظيرة طبيعية أو منطقة محمية، فهي تفتقر لكل أنواع الإشارات. كما أنها تفتقر إلى أماكن خاصة مهيأة للاستراحة، إضافة إلى تحولها في العديد من الأماكن إلى مزبلة بسبب النفايات المتراكمة فيها!.