حذر رئيس مجموعة الأورو، جان كلود يونكر، من انهيار منطقة الأورو مؤكدا أن مستقبل العملة الأوروبية الموحدة يعتمد على التطورات في الأيام المقبلة وعلى سرعة المسؤولين الأوروبيين في التصرف للحيلولة دون انهيار المنطقة الاقتصادية. وقال يونكر إن أوروبا ”وصلت إلى نقطة الحسم بخصوص مستقبل عملتها الموحدة، الأمر الذي يعني عدم توفر مزيد من الوقت لإضاعته” لإخراج المنطقة الاقتصادية من أزمتها، ودعا وزراء مالية منطقة الأورو التي تضم 17 دولة إلى اتخاذ جميع الوسائل لحماية الاستقرار المالي للاتحاد، مؤكدا أن دول منطقة الأورو إلى جانب البنك المركزي الأوروبي وآلية الاستقرار المالي الأوروبية مستعدون للقيام بشراء سندات دول الأورو المتعثرة ماليا بصورة عاجلة لمساعدة هذه الدول في مواجهة ضغوط أسواق المال عليها. وتأتي تصريحات يونكر لذي يشغل أيضا منصب رئيس وزراء لوكسمبورغ في وقت أعلنت فيه وزارة المالية الألمانية أن وزيرها وولفغانغ شويبله يستقبل نظيره الأمريكي تيموثي غايتنر لبحث آخر التطورات على صعيد الأزمة المالية التي ازدادت حدة في الأسابيع الأخيرة. وأضافت الوزارة أن شويبله يعتبر أزمة الديون السيادية التي امتدت في الأسابيع الماضية من اليونان إلى اسبانيا التي تحتضن رابع أكبر اقتصاد أوروبي قابلة للحل والسيطرة عليها ونقلت عنه قوله إن ارتفاع سعر الفائدة على السندات الحكومية الاسبانية أمر مؤلم ومقلق ولكن العالم لن ينتهي إذا ارتفعت الفوائد قليلا. ووفق مصادر البنك المركزي الأوروبي فإن وزير المالية الأمريكي سيتوجه بعد لقاء نظيره الألماني إلى فرانكفورت، حيث سيجري مباحثات مع رئيس البنك ماريو دراغي تشمل بحث سبل تدخل البنك المركزي الأوروبي في حل الأزمة. وكان دراغي قد صرح قبل أيام أن البنك سيبذل كل ما في وسعه لإخراج المنطقة الاقتصادية من أزمتها، ملمّحا إلى استعداد البنك لشراء سندات حكومية من دول متعثرة، الأمر الذي أنعش أسواق المال في أوروبا والولايات المتحدة في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي. وفي سياق متصل، ذكرت مصادر حكومية ألمانية أن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل اتفقت مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي، في اتصال هاتفي أمس أول، على ضرورة فعل كل ما هو مطلوب من اجل حماية منطقة الأورو وإخراجها من أزمة ديونها.