نصف مليون مكيّف تسبّب في استنفاد 10 آلاف ميغاواط لأوّل مرة منذ الاستقلال كشف الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز نور الدين بوطرفة أن 500 ألف مكيّف كهربائي وراء انقطاعات شبكة الكهرباء التي عاشها الجزائريون خلال الأسبوع الجاري، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة تستهلك 10000 ميغاواط من الكهرباء. كما اتهم الدولة بعدم إدراج المكيفات الهوائية في مخطط الكهرباء المصادق عليه، مشيرا إلى أن سونلغاز بريئة من التهم المنسوبة إليها. قال نور الدين بوطرفة أن الحكومة ملزمة بدفع مبلغ 18 مليار أورو لتسطير مخطط وطني جديد للكهرباء في حال استمرت الانقطاعات على ما هي عليه، مشدّدا على أن تسطير مخطط جديد سيكون الحل الوحيد لإنهاء أزمة الكهرباء التي ما فتئت تزداد تفاقما. وأرجع المدير العام لسونلغاز الانقطاعات الكهربائية إلى عدة عوامل أهمها ارتفاع درجة الحرارة إلى 50 درجة في بعض ولايات الوطن، ما أسهم حسبه في ارتفاع الطلب على الكهرباء، مشيرا إلى أن المركز الوطني سجل نسبة ارتفاع إلى أكثر من 14 بالمائة، أي أنه في أقل من سنة ارتفع الطلب على الكهرباء بأكثر من 1200 ميغاواط. وقال نور الدين بوطرفة أن المخطط الوطني المعد في 2005 لم يدمج المكيفات الهوائية بل أدرج فقط الثلاجة والتلفاز وإنارة لكل منزل، واستثنى المكيفات، مشيرا إلى أن الطلب على المكيفات ارتفع في السنوات الماضية بشكل ملفت للانتباه، وهو عنصر جديد على المخطط، كما تابع قائلا أن المواطنين الجزائريين تمكنوا من شراء ما يقارب 500 ألف مكيف في السنة. وفي نفس السياق، أكد بوطرفة الذي نزل ضيفا على فوروم جريدة "ليبرتي" أنه لا يمكن تلبية الطلب على الكهرباء من دون تجنيد العديد من وسائل الإنتاج، كاشفا عن استهلاك 10 آلاف ميغاواط في السنة الجارية بعدما كانت الجزائر تستهلك 8800 ميغاواط في 2011 و6000 فقط في السنوات التي كانت قبلها. وبخصوص الأسباب الأخرى للانقطاعات، أرجعها بوطرفة إلى عوامل أخرى مثل شبكة التوزيع ونقص العقار لتركيب محولات، مؤكدا في هذا السياق أن 30 بالمائة من برنامج شركته لم ينفذ بخصوص المحولات بسبب مشكل العقار "السلطات لم تتركنا لبناء خطط في التوزيع ولا شبكة نقل غير الجاهزة"، قبل أن يلح على إشكالية البيروقراطية التي تدفع بحل 3 ملفات من ضمن 16، متسائلا إذا ما كان بإمكانه تركيب منشآت كهربائية سريا لتلبية الطلب. وفي هذا السياق، قال بوطرفة أنه لا يمكنه فعل أي شيء للمواطنين المحتجين بسبب الانقطاعات الكهربائية، لاسيما وأن الكهرباء يخطط لها لمدة سنوات وليس في ظرف زمني قياسي، كما أن سونلغاز حسبه لا يمكنها تسيير المساحات العمومية وإرغام الموزع على توزيع ما لا يملكه. هذا وأشار بوطرفة إلى أن 60 بالمائة من الاستهلاك الكهربائي موجه لرفاهية المواطنين على عكس الدول الأخرى التي تخصص فقط 30 بالمائة لهذا المجال وأخرى موجهة للصناعة، قبل أن يؤكد أنه في الجزائر الطاقة لا تنتج بل تشجع الاستيراد.