تلجأ النساء، خاصة العجائز، في رمضان إلى أقسام محو الأمية، طمعا في الإلمام بكتاب الله، خاصة في هذا الشهر الفصيل، حيث تشهد ملحقات المساجد التي تستعمل كأقسام لمحو الأمية توافدا لعدد من السيدات والأوانس، خاصة أن الشهر الفضيل يتزامن مع الصيف وطول اليوم، ما يسمح للسيدات بممارسة نشاطات عدة. وحسب بعض النساء اللواتي تحدثنا إليهن فإن الدافع الرئيسي وراء إقبالهن على أقسام محو الأمية خلال هذا الشهر هو رغبتهن في قراءة المصحف وترتيل القرآن، ولكنهن لا يحسنّ القراءة والكتابة لذا فهن يغتنمن الفرصة للتوجه لمدارس محو الأمية، فالسيدة زكية مثلا تقول إنها تغتم فرصة رمضان لتقصد قسم محو الأمية القريب من سكنها خاصة في شهر رمضان “أغير عندما أرى بناتي وأبنائي يقرؤون القرآن وأنا أرغب في ترتيل كتاب الله لكني لا أعرف القراءة والكتابة، لذا فأنا هنا لأحفظ بعض الأحرف حتى أتمكن من فك رموز الكتاب، فحلمي أن أقرأ المصحف يوما ما كاملا”. من جهتها الحاجة باية تقول “منذ عودتي من البقاع المقدسة العام الماضي، وأنا أرغب في ترتيل القرآن لكنني لا أتقن القراءة والكتابة، لذا فأغتنم فرصة رمضان وانشغال الأبناء كل بعائلته حتى أتمكن من فك بعض الأحرف”. في هذا الصدد، كشفت عائشة باركي، رئيسة جمعية إقرأ لمحو الأمية، أن نسبة الأمية المنتشرة بين النساء وصلت إلى 28 في المائة من جملة 19 في المائة، وهي النسبة الوطنية المسجلة للأمية عبر الوطن. وأضافت في تصريح ل”الفجر” أن الجمعية شريك رئيسي في برامج محو الأمية خاصة تلك الموجهة للنساء، حيث تشهد هذه الأقسام إقبالا متزايدا للنساء على مدار العام سواء كان في دروس محو الأمية الهجائية أو دروس التربية المدنية والأسرية التي تعطى للنساء في إطار ترقية حقوق المواطنة. وفي الإطار، أشارت باركي إلى أن الفئات التي تقصد هذه الأقسام لا تنحصر فقط في فئة المسنات أوالعجائز وإنما هناك حتى الشابات، حيث حددت الشريحة العمرية التي تقبل على هذه المدارس بين 16 سنة فما فوق، قائلة إن فترة الإرهاب كان لها تأثير سلبي على تمدرس الفتيات خاصة في المناطق الريفية والمعزولة، ما حرم ملايين الفتيات عبر الوطن من حقهن الطبيعي في التمدرس، وهن اليوم يحاولن استدراك ما فات.