تعمدت نشر خبر غلق السيد الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والأممي إلى سوريا الخط في وجه مذيعة الجزيرة لأتلمس وجهات نظر الأصدقاء الافتراضيين و"الواقعيين" في الموضوع وبطبيعة الحال كانت الآراء مختلفة ومتباينة اختلاف وتباين الأقطار العربية وشعوبها ... فهناك من أيد الإبراهيمي في تصرفه خاصة وأنه استنفد كل الطرق اللبقة والديبلوماسية مع المذيعة التي حاولت وألحت وأصرت على افتكاك تصريح يوجهه للمعارضة السورية فحاول وألحّ وأصر الإبراهيمي إقناعها من أن تصريحه لن يكون عبر "الجزيرة" المؤيدون رأوا أن تصرفه هو عين الصواب إذ لا يعقل أن يخاطب وسيط أومبعوث أممي أوعربي أطراف نزاع في قضية مكلف بفك طلاسمها وعقدها عبر وسائل الإعلام، خاصة إذا كانت وسائل الإعلام هذه منحازة إلى طرف من أطراف النزاع وغير محايدة في الصراع الدائر بل وأكثر من هذا قالوا أن الإبراهيمي لو لم يتصرف بهذه الغلظة والشدة مع قناة الجزيرة القطرية لاعتبر منحازا للمعاضة ... أما الفريق الثاني فرأى أن الضغط الذي حاولت أطراف النزاع ممارسته على الإبراهيمي باختلاقها لتصاريح لم يدل بها ومواقف لم يتبنها هو الأمر الذي جعل رد فعله بهذه الحدة وهو الديبلوماسي المحنك والمفاوض العنيد .... أما الفريق الثالث فرأى أن الأخضر الإبراهيمي أخطأ حين تصرف مع المذيعة ومن ورائها قناة "بحجم" الجزيرة هذا التصرف، إذ كان عليه الاستمرار في مراوغتها إلى أن تمل وتنهي المقابلة من دون أن يعطي فرصة للمعارضة السورية التي ستحتسب موقف الإبراهيمي من الجزيرة موقفا ضدها باعتبار الجزيرة هي لسان حال المعارضة السورية وناطقها الرسمي وحاملة لوائها وقارعة طبولها في حربها ضد نظام بشار الأسد ... أما الفريق الأخير فإنه يشفق على حال هذا الديبلوماسي الجزائري الكبير الذي قبل بمهمة صعبة ومع طرفي نزاع يحملان لبعضهما البعض عداء كبيرا وبغضا شديدا ولكل واحد منهما وجهة نظر مغايرة مخافة متصادمة مع وجهة نظر خصمه ولكل منهما رؤيته لحل المعضلة السورية التي يريد فرضها على المبعوث الأممي والعربي ولكل خصم أنصار من القوة والهيمنة والنفوذ الدولي ما يجعله متشددا في موقفه ثابتا على حاله ... المهم كان الله في عون السيد الأخضر الإبراهيمي وقبل ذلك كان الله في عون إخواننا في سوريا ووفقهم لما فيه حقن دمائهم وخير واستقرار بلادهم... آمين.