“لن أسامح حنيفي طوال حياتي وشكرا لمخلوفي الذي شرفنا" كشف مدرب المنتخب الوطني للملاكمة، عز الدين عقون، لدى حضوره الندوة الصحفية التي عقدت أمس بالمركز الرياضي بالشراقة، الخاصة بتقييم المشاركة الوطنية في دورة لندن الأولمبية، أنه مستقيل بشكل رسمي من رأس العارضة الفنية للمنتخب، معتبرا أن قراره قد اتخذ منذ سنوات، وتحديدا لدى استلامه المهمة موسم 2010، حيث اعتبر أن مهامه ستنتهي بانتهاء أولمبياد 2012 بغض النظر عن النتائج المحققة. أوضح عقون أن فشل الملاكمة الجزائرية في تحقيق الميداليات في دورة لندن راجع بالأساس إلى التحكيم الذي حرم الجزائر من ميداليتين مستحقتين لكل من وضاحي وبن شبلة اللذين أقصيا من الربع النهائي بسبب العقوبة. وتعجب عقون من ردة فعل بعض المسؤولين من المشاركة الجزائرية في الملاكمة خلال دورة لندن، على غرار تصريح رئيس اللجنة الأولمبية رشيد حنيفي والذي اعتبر أن الملاكمة الوطنية قد خيبت الآمال، موضحا أن حديث حنيفي يمثل ظلما حقيقيا في وجه الملاكمة التي شرفت الوطن في العديد من المحافل. وصرح عقون قائلا “عشية تنقلنا إلى لندن صرح حنيفي أن الرياضة الجزائرية غير مطالبة بتحقيق أي ميدالية، وأنه لا يتوقع أي إنجاز في دورة لندن، لكننا كنا أكثر طموحا من هؤلاء، وأعلنا رغبتنا في حصد التتويجات. وبعد كل ما حدث والظلم الذي تعرضنا له يأتي حنيفي ليتحدث بكلام لا اعتبره لائقا في حقنا، ولن أسامحه مدى الحياة”. وأوضح عقون أن تصريحات حنيفي كانت تشاؤمية منذ البداية وهو الأمر الذي لا يمثل دعما معنويا للرياضيين الجزائريين المشاركين في الأولمبياد، مؤكدا أن تتويج مخلوفي بالميدالية الذهبية يعتبر فخرا وإنجازا للجميع وليس للمسؤولين دون غيرهم. هذا وانتقد عقون بشدة المسؤولين بسبب ما أسماه التهميش الذي تعاني منه الرياضات المختلفة باستثناء كرة القدم على غرار الملاكمة، مؤكدا أن الرياضة تعاني تهميشا فاضحا من طرف الوزارة، في حين يتم توفير الملايير من أجل كرة القدم التي لم تحقق سوى الخيبات والفضائح. وصرح عقون في هذا الخصوص بأن “الدولة احتقرت الرياضات الأخرى من أجل كرة القدم، وهذه الاستراتيجية جعلت الرياضة الجزائرية تواصل السقوط من سنة لأخرى، منتخب كرة القدم المشارك في المونديال الأخير بجنوب إفريقيا والكل يعلم أنه لولا الجمهور لما تأهل، شارك في العرس العالمي ولم يتمكن من تسجيل أي انتصار أو حتى هدف يتيم، وسجل مشاركة “تبهديلة” ومن بعدها استقبلوا في المطار كالأبطال، ومنحتهم الملايير، أما أبطال الرياضات الأخرى فقد تأهلوا للأولمبياد التي تعادل المونديال، واستقبلوهم في المطار كاللصوص”. اتفقنا على مقاطعة الأولمبياد بسبب تهميش المسؤولين لكننا تراجعنا من أجل الوطن أوضح المدرب عقون أن الوفد الجزائري للملاكمة كان على وشك مقاطعة المشاركة في دورة الألعاب الاولمبية، حيث تم الاتفاق جماعيا على عدم التنقل كرد فعل على التهميش الصارخ الذي يلقاه الملاكمون الجزائريون من طرف المسؤولين، موضحا أيضا أن الأموال التي تحدثت عنها الوزارة والتي تم تخصيصها للاتحادية لم تخصص سوى للتربصات، في حين لم يتم تخصيص أي سنتيم لصالح الرياضيين والمدربين. أكد عقون أنه لا يوجد أي ملاكم قد تحصل على دينار واحد مقابل ترشحه لأولمبياد لندن، موضحا أن واقع الملاكمين الجزائريين يعلمه الجميع ولم يتحسن، حيث يعاني الملاكمون من فقر مدقع، ولا يجدون طريقة لتحصيل لقمة العيش، بالرغم من التضحيات الكثيرة على غرار بولودينات الذي قام بقطع دراسته الجامعية سنتين من أجل حلم الأولمبياد. واعتبر عقون أن واقع الملاكمة قد يسوء بسبب التجاهل المستمر الذي يعاني منه الملاكمون والرياضيون بشكل عام باستثناء لاعبي كرة القدم والذين يحظون بمعاملة خاصة، وتوفر أمامهم جميع الوسائل اللازمة.