المحامي الهادي شلوف ل"الفجر": "مستعد للدفاع عن سيف الإسلام" تستعد ليبيا لإجراء العديد من المحاكمات لرموز النظام السابق المتهمين في عدة قضايا أمنية وسياسية وحتى اقتصادية، وذلك بالتزامن مع محاكمة سيف الإسلام القذافي المحتجز بمدينة الزنتان منذ نحو عام. وحسب المعلومات التي تحصلت عليها" الفجر" من مصدر مقرب من دائرة الهيئة القضائية المتابعة لمحاكمة سيف الإسلام، فإن هناك توجها لمحاكمة عائشة القذافي وإخوتها ووالدتهم صفية المتواجدين في الجزائر لظروف إنسانية. تسابق وزارة العدل الليبية الزمن لتثبت للعالم قدرتها على ضمان محاكمة عادلة وشفافة لسيف الإسلام القذافي على أراضيها، لتبرر رفضها تسليمها سيف الإسلام للمحكمة الجنايات الدولية التي تسعى من جهتها لمحاكمته في لاهاي في التهم المنسوبة له بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وحسب المعلومات الصادرة من الدائرة القضائية المكلفة بإجراءات المحاكمة، فإن هذه الإجراءات تأتي قبل أسبوعين فقط من موعد المحاكمة "التاريخية"، وسط توقعات بأن تمتد محاكمة سيف الإسلام لتشمل أفراد عائلة القذافي المتواجدين في الجزائر، في مقدمتهم عائشة القذافي وزوجته صفية، وهو ما أكد عليه أحد المحامين الراغبين في الدفاع عن عائلة القذافي ل"الفجر" قائلا: "هناك من يطالب الآن في ليبيا بمحاكمة جميع أفراد القذافي غيابيا بالتزامن مع محاكمة سيف الإسلام المقررة هذا الشهر". وحسب المراقبين، فإن محاكمة سيف الإسلام تعتبر فرصة لليبيا للتغطية على تدهور الأوضاع الأمنية التي تعاني منها مؤخرا عبر تسليط الضوء على محاكمة عادلة وشفافة قد تنتهي بإعدام واحد من أبرز وأخطر رموز نظام القذافي، وخاضت من أجلها ليبيا العديد من المباحثات بينها وبين المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت مذكرة توقيف دولية بحق سيف الإسلام لمحاكمته الذي لا يزال يرفض تعيين محامي له كما ينص على ذلك القانون الدولي. أول محام ليبي يرحب بالدفاع عن سيف الإسلام في هذا الإطار أبدى المحامي والناشط الليبي، الهادي شلوف، مؤسس ورئيس حزب العدالة الليبي، استعداده التام للدفاع عن سيف الإسلام القذافي، كما أوضح عضو المحكمة الدولية الذي يعتبر أول محاكم ليبي يبدي استعداده التام للدفاع عن سيف الإسلام: "من حق أي متهم الحصول على محام وأنا مستعد للدفاع عن سيف الإسلام. وأعتقد أنه سيختار في النهاية مجموعة من المحامين الذين سيدافعون عنه وهذا من حقه القانوني". كما قال عضو المحكمة الدولية في اتصال هاتفي مع "الفجر": "رغم أنني لم أتلق طلبا رسميا سواء من سيف الإسلام أو من الدائرة القضائية التي ستقوم بإجراء المحاكمة للعب دور في القضية، إلا أنني لن أرفض الدفاع عن سيف الإسلام في المحاكمة التي يمكن وصفها ب"محاكمة القرن" بالنسبة لليبيا نظرا لما تحمله من أبعاد سياسية وأيدلوجية وتعكس مدى تحقق أهداف الثورة الليبية. ولم يستبعد شلوف أن تشمل المحاكمة إجراءات توجيه وضبط في حق كل من عائشة القذافي وإخوتها، كما قال المحامي الليبي: "لا يمكن أن تمر المحاكمة دون أن تفتح أبواب محاكمة باقي أفراد عائلته سواء المتواجدين في الجزائر أو في مصر وباقي الدول التي فر إليها رموز النظام السابق". وأضاف: "مهمة التحقيق وإثبات التهم المنسوبة إلى سيف الإسلام بارتكاب جرائم ضد الإنسان وجرائم اقتصادية وجرائم انتهاكات حقوق الإنسان ليست سهلة دون اللجوء إلى استدعاء عائلة القذافي". وتحمل أجندة شهر سبتمبر القضائية، قائمة طويلة من المحاكمات الهامة في تاريخ ليبيا من محاكمة أبو زيد دورده رئيس جهاز الأمن الخارجي في نظام القذافي، وسط استمرار المفاوضات بين ليبيا والعديد من الدول التي تستضيف رموز النظام السابق سيما النيجر التي لا تزال ترفض تسليم الساعدي القذافي إلى ليبيا، كما أن القاهرة لم تقدم إجابة إيجابية للطلب الذي سبق وأن تقدم به المجلس الانتقالي الليبي "المحل" للسلطات المصرية من أجل تسليم قذاف الدم، المنسق السابق للعلاقات المصرية الليبية في عهد النظام الليبي السابق. كما أن الجهود الكبيرة التي قادتها الحكومة الليبية مع السلطات الموريتانية لم تثمر بنتيجة حول تسليم عبد الله السنوسي مع إصرار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على محاكمة عبد الله السنوسي رئيس المخابرات الليبي السابق في موريتانيا، هذا فيما توصف ظروف المحاكمات التي تعتزم ليبيا القيام بها لرموز النظام السابق محاولة لإحراج الجزائر "مجددا" بما يعطي الضوء الأخضر لليبيا للعودة إلى نقطة مطالبة الجزائر بتسليم عائلة القذافي المتواجدة في الجزائر.