قال العضو السابق المكلف من المحكمة الجنائية الدولية بقضية دارفور عامي 2006 و2007، الهادي شلوف، إن العقيد معمر القذافي وأعوانه يدركون خطر محاكمتهم في ليبيا، متوقعا تسليم أنفسهم إلى الجنائية الدولية في حال خسارة الحرب أو سفرهم إلى إحدى الدول الأعضاء بالمحكمة كي تسلمهم إلى الجنائية. وأشار شلوف إلى تصريحات القذافي أثناء محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بضرورة محاكمة الأخير أمام القضاء الدولي، مؤكدا أن القذافي يدرك بأن القضاء الجنائي الدولي لا يتضمن عقوبة الإعدام، بل سيقيم هو وأعوانه في "سجن خمس نجوم" مثل رئيس ليبيريا السابق تشارلز تيلور، حسب قوله. وأوضح رئيس الجمعية الأوروبية العربية للمحامين والقانونيين بباريس ورئيس حزب العدالة والديمقراطية الليبي في مقابلة مع الجزيرة نت أن القانون الوطني هو صاحب الاختصاص "إلا إذا صادقت ليبيا على اتفاقية روما وطلبت رسميا من المحكمة الجنائية الدولية محاكمة هؤلاء". ورد شلوف على تصريحات مسؤول العدل في المجلس الوطني الانتقالي محمد العلاقي الذي قال إنهم يعملون على تنفيذ أمر الاعتقال بقوله إنها "تصريحات غير مسؤولة". وأضاف أن هذا يخالف القانون الليبي والدولي لأن ليبيا ليست طرفا في الجنائية الدولية، ولا يمكن لأي حكومة ليبية مخالفة القانون الليبي الذي هو صاحب الاختصاص، فلا يمكن تسليم أي ليبي لجهة خارجية إلا بقرار من القضاء الليبي، مؤكدا أنه ليس من اختصاص الجنائية محاكمة المتهمين بالأعمال "الإجرامية" في حال القبض عليهم فوق. وتابع شلوف "أما في حال إفلات هؤلاء من القبض داخل ليبيا وإلقاء القبض عليهم خارج البلاد فإن الدول المتواجدين فوق ترابها ملزمة بالتعاون مع الجنائية الدولية والدولة الليبية مع وجود اتفاقيات تبادل وتسليم المجرمين وفقا لقواعد القانون الدولي". يذكر أن الغرفة التمهيدية بالدائرة الأولى أمرت في 27 يونيو/حزيران الماضي بالقبض على القذافي وابنه سيف الإسلام ورئيس مخابراته عبد الله السنوسي لتورطهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. من جهة أخرى تحاول قوات القذافي استعادة السيطرة على قرية قوالش التي تبعد خمسين كم جنوبطرابلس من الثوار الليبيين الذين احتلوها الأربعاء الماضي. وذكرت مراسلة وكالة فرانس برس أمس أن قوات معمر القذافي تحاول جاهدة استعادة السيطرة على قرية قوالش بعد أن احتلها الثوار الأربعاء الماضي والذين كانوا يستخدمون مدافع مضادة للدبابات لصد قوات القذافي. وأضافت المراسلة أن الثوار الليبيين يستخدمون مدافع مضادة للدبابات ومدافع مضادة للطائرات لصد المهاجمين، موضحة أن ستة صواريخ جراد قد أطلقت باتجاه قوات القذافي. يشار إلى أن الثوار الليبيين قد شنوا يوم الأربعاء الماضي هجوما انطلق من جبال نفوسة "جنوب" على غرب ليبيا واستولوا على قوالش. كما انتقلوا على خط مواز للهجوم على الساحل وهم يتقدمون نحو وسط مدينة زليتن التي تبعد 150 كلم شرق طرابلس. على صعيد آخر، قال بيان حصلت فرانس برس على نسخة منه إن الألغام التي زرعتها قوات العقيد معمر القذافي في ضواحي زليتن"غرب" أوقعت ليلة أمس السبت قتيلا واحدا و32 جريحا في صفوف الثوار الليبيين وأوضح البيان أن الثوار يزحفون نحو وسط زليتن على بعد ستين كم من مصراته المحررة وتبعد 200 كم شرق طرابلس، وأن قوات النظام انسحبت منعدة مواقع في تلك المنطقة تاركة أراضيها مزورعة بالألغام ضد الأفراد. وأضاف البيان أنه استشهد أحد مقاتلينا وجرح 32 آخرون في انفجار ألغام مضادة للأشخاص زرعته قوات معمر القذافي في مواقع انسحبت منها بحي سوق الثلاثاء في زليتن يشار إلى أن الثوارالليبيين الذين يقاتلون حاليا قوات القذافي في غرب ليبيا يقاتلون على جبهتين واحدة في زليتن على الساحل والثانية في جبال نفوسة جنوبطرابلس.