تستعد قوى المعارضة الليبرالية في مصر، لخوض المعركة السياسية عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات المقررة خلال شهرين. وذلك بعد أن تمكنت في تحقيق ضغط حقيقي على جماعة الإخوان وكبح ما يسمى "هيمنة الإخوان المسلمين" على المشهد السياسي والاقتصادي في مصر، حيث لم تحقق المظاهرات أي ضغط حقيقي سواء على الرئيس محمد مرسي أو"جماعة الإخوان"رغم مشاركة مئات المصريين فيها. في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول صحة الدكتور محمد البرادعي، وكيل مؤسسي حزب الدستور في مصر والمدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يستعد حزب الدستور الذي تقدم بأوراق اعتماده كحزب إلى لجنة شؤون الأحزاب الأربعاء الماضي. ويضم الحزب الكثير من الرموز الوطنية المدنية والمفكرين والشخصيات العامة وشباب الثورة لعقد تحالف قوي في مواجهة سطوة "التيار الإسلامي" في الشارع، بعد أن حاز على غالبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية السابقة. ويرى مراقبون أن القوى المدنية تضع آمالا كبيرة على حزب البرادعي لمواجهة الإسلاميين خاصة جماعة الإخوان، وأن أحزابا وتيارات تدرس التحالف معه في الانتخابات البرلمانية المقبلة، كشف حمدين صباحي، المرشح السابق للرئاسة المصرية، عن أنه سيجتمع خلال أيام قليلة مع قيادات حزب البرادعي لبحث توحيد القوى المدنية الثورية في إطار واحد وقوائم موحدة للانتخابات المقبلة، وطالب سياسيون قيادات حزب البرادعي بتشكيل جبهة واسعة لمواجهة الإسلاميين في الانتخابات المقبلة، مؤكدين أن فرصة الحزب في الانتخابات القادمة ستتوقف على إمكانية التنسيق بينه وبين القوى القريبة منه، مثل "الائتلاف الجديد" و"التيار الشعبي" و"تحالف الأمة المصرية". ومن المقرر أن يعود البرادعي إلى القاهرة منتصف أيلول (سبتمبر) الجاري لحضور المؤتمر التأسيسي لإشهار حزب الدستور بعد تقديم أوراقه بشكل رسمي، وفيما كشف مصدر مقرب من البرادعي عن أنه سافر منذ أكثر من شهر ونصف إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية على ركبته بعد تعرضه لآلام في الفترة الأخيرة، قال الدكتور عماد أبوغازي، رئيس لجنة تسيير الأعمال بحزب الدستور إن "البرادعي يقضي حاليا إجازته السنوية في جولة في عدد من العواصم الأوروبية وهو بصحة جيدة". من جهة أخرى، وفي إطار التحرك السريع ضد ما يسمى "هيمنة الإخوان المسلمين" على المشهد السياسي، قرر عمرو موسى المرشح السابق في انتخابات الرئاسة، الإعلان عن وثيقة تحالف الأمة المصرية الذي شكله مع حزب الوفد و50 شخصية عامة ووزراء سابقين في مقدمتهم الدكتور كمال الجنزوري، وفايزة أبوالنجا، وحسب الله الكفراوي، يأتي هذا فيما يؤسس البرلماني السابق وحيد عبد المجيد مع بعض القوى "الائتلاف الجديد"، الذي يضم تيارات وسطية إسلامية وليبرالية ويسارية، كما يؤسس حمدين صباحي: "التيار الشعبي" كتيار رافض ل"الإخوان".