تعرف هذه الأيام مختلف حقول وبساتين زراعة الزيتون بولاية الوادي حالة طوارئ عقب ظهور مرض غريب أدى إلى نفوق وهلاك العشرات من أشجار الزيتون بشكل مفاجئ للغاية، وهو ما أثار استغراب الفلاحين الذين أرجعوا السبب في تفسيرهم الخاص إلى الحرارة المرتفعة التي عرفتها المنطقة مؤخرا، وكذا الجفاف الكبير الذي مرّ بالولاية خلال هذا الموسم. حسب كلام عدد من الفلاحين بالولاية، فإن مزارع غراسة أشجار الزيتون تشهد نفوق وموت غير إرادي، وهو ما أربكهم ودفعهم لمطالبة السلطات المحلية بالتدخل لإيجاد حلول سريعة لهذا المشكل العويص - حسب كلامهم - خاصة مع التوسع الكبير في زراعة الزيتون التي فاقت أعدادها المليون ونصف المليون شجرة منتجة، وهذا دون احتساب الأشجار الجديدة التي بدأت تداهمها بعض الأمراض التي تهدد المحصول بالخطر. المرض الغريب أطلق عليه الفلاحون مرض جفاف فروع الزيتون، كان وراء تسجيل عمليات النفوق والذبول في الأشجار، مشيرين إلى أن البدايات الأولى للمرض بدأت منذ شهري ماي وجوان، وذلك عندما تكون الشجرة في قمة الإنتاج بعد اكتمال وبداية تكبير حبات الزيتون، وكذلك في نهاية أوت وبداية سبتمبر، وهي المراحل التي تسبق جني المحصول بشهر تقريبا في ولاية الوادي، حيث يتم الجني المبكر. وأضاف هؤلاء الفلاحون أن أعراض المرض تظهر بشكل قطاعي، حيث تبدأ الأشجار المصابة بالشكل المحدد الذي يميز أمراض الذبول من حيث إصابة فرع واحد أو عدة فروع، ما يظهر وكأن أحد جوانب الشجرة مصابًا والآخر سليمًا، ويلاحظ تأخر نمو الأوراق كما يقل حجمها عن الحجم الاعتيادي، وفي حال إذا أصيب الفرع بعد نمو الأوراق الاعتيادي فإنها تبدأ بالمعاناة، حيث تلتف على نفسها من الأطراف باتجاه الداخل على شكل لفة الميزاب، وتأخذ هذه الأوراق بالتساقط لأقل ملامسة أو اهتزاز وتبدأ بتساقط الأوراق القاعدية باتجاه الأعلى، حيث لا يبقى على الفرع المصاب إلاّ بعض الأوراق، ما يؤدي إلى تكشف ظاهرة الأفرع العارية أو شبه العارية ثم يبدأ الفرع المصاب بالجفاف. ومس الجفاف عدة مناطق من الولاية على غرار مزارع بلديات الرقيبة وقمار، وتغزوت، وورماس، وأكد أحد المهندسين الفلاحين الخواص ممن عرضت أمامه الحالات المذكورة أن الحالات تختلف من مزرعة إلى أخرى ومن شجرة إلى أخرى، وإن كانت في معظمها عمليات مرض ذبول أو السوسة التي يجب تدخل جماعي لمداواتها، لاسيما وأنها تنتشر في الولاية في مختلف الأشجار المنتجة للفواكه وبشكل كبير نظرا لأن مساحتها الأكبر في الولاية. وأضاف المهندس الفلاحي أن المشكل غير مطروح بولاية الوادي فقط بل في عدد من الولايات الجنوبية التي توسعت فيها زراعة الزيتون. وأمام تنامي الخوف لدى شريحة الفلاحين، طالب هؤلاء السلطات المختصة بضرورة التحرك، قصد القضاء على هذا المرض ومحاربته في المهد قبل أن يتلف منتوج الزيتون الذي بات يدر أموالا كبيرة لزارعته بالولاية التي تحولت إلى قطب مهم لإنتاج زيت الزيتون.