اجتاح مرض ''سرطان الشجرة'' كافة بساتين أشجار التفاح والإجاص بولايات الوسط، أدى إلى تساقط أوراقها واحتراق أغصانها، الأمر الذي جعل الفلاحين يفكرون في قطع هذه الأشجار التي يبست، بسبب المرض الخطير الذي يهدد حياة الإنسان. حسب عدد من الفلاحين الذين التقتهم ''النهار''، في بساتينهم في كل من ولايتي البليدةوالجزائر، فإن هذا المرض الخطير، ظهر بعد الأمطار الأخيرة التي تساقطت عبر الوطن، وبدأ يظهر كما قال عمي ''محمد. ع'' صاحب مزرعة بمدخل بلدية سيدي موسى في العاصمة، في الأوراق التي تحترق ثم ينتقل بدوره إلى الأغصان والجذوع وييبسها، كأنها تعرضت لحريق، في حين يحول التفاحة إلى الذبول والسقوط مع الأوراق، وأوضح الفلاح الذي يشتغل منذ أكثر من 30 سنة في الفلاحة، أنه لم يسبق له أن اجتاح الأشجار بكل أنواعها مثل هذا المرض الغريب، مضيفا أن هناك مرض معروف عندهم بسرطان الشجرة، يصيب الأشجار لكنه لا ينتشر بهذه السرعة ولا يأتي على البساتين بالجملة. وقال عمي محمد، إنه ظهرت مؤخرا عدة أمراض، بعد استعمال الأسمدة الكيماوية المستوردة من الخارج، لأنها -حسب ما صرح به- هناك أدوية منتهية الصلاحية يعاد تزوير تاريخ انتهائها مما يلحق أضرارا بليغة بالأشجار المثمرة، ويؤدي إلى موتها. ومن جانبه، أكد فلاح آخر ''خالد. م'' وجدناه جالسا أمام مزرعة للتفاح والإجاص بمفتاح التابعة لولاية البليدة، التي احترقت بكاملها ليس بسبب اشتعال النار فيها بل بسبب المرض الذي اجتاحها بعد الأمطار الأخيرة، وأتلف مزرعته الذي انتظر لسنوات الانتفاع منها، بعدما قال إنه خسر عليها الملايير وعندما وصلت للاستغلال ظهر هذا المرض الخبيث.وحسب الفلاح، فإن المصالح الفلاحية حذرت من تناول ثمار هذه الأشجار إلى غاية القيام بالتحاليل عليها، مضيفا أنه انتشرت عدة شائعات أنه يسبب مرض السرطان. ونفس الأمر حدث بالأربعاء ولاية البليدة، حيث وجدنا فلاحا آخر، في بستانه الذي لم ينتقل إليه المرض لكنه -حسبه- خائف خصوصا وأنه شاهد عدة بساتين اجتاحها المرض وأتت على الأخضر واليابس وهو الآن بين أخذ ورد بين المصالح الفلاحية، ومخاوف من أن تكون مصابة بالمرض وأكلها يعرض صاحبها لمرض خطير. وانتشرت مخاوف كبيرة وسط الفلاحين -حسبهم- خصوصا بعد تلقيهم لمعلومات من أهل الاختصاص بأنه في حال لم تتخذ الإجراءات اللازمة، ستتحول البيكتيريا إلى خطر على الإنسان عند أكل هذه الفاكهة، مما خلق تخوفات كبيرة من موسم إنتاج كارثي، إضافة إلى انتشار معلومات حول المرض الخطير الذي ظهر بسبب استعمال المواد الكميائية المستوردة من الخارج والمسببة للسرطان، وينتقل إلى الثمار مما سيعرض صحة المستهلك لهذه الفاكهة الموسمية للخطر.وأثناء انتقالنا بين البساتين، صادفنا أعوانا من مديرية الفلاحة من ولاية الجزائر، في جولة لمراقبة البساتين، حيث صرحوا ل''النهار'' أنهم يقومون بجولة للوقوف على الخسائر، وأخذ عينات عن هذا المريض الخطير، وتقديم تقارير أسبوعية للوقوف عند الوضع.وخلال جولتنا تنقلنا إلى المعهد الوطني للأبحاث الزراعية ببراقي، حيث التقينا بأحد المخبريين، الذي رفض ذكر اسمه، فقال إنه تمت التحاليل الأولية لكنه لم يتوصل إلى أي نتيجة، أن المرض يشكل خطورة على الإنسان مكتفيا بالقول إن بحوثهم تقتصر على الجانب الفلاحي والنباتي أما التحاليل الأخرى عن مدى خطورتها على صحة الإنسان توجد المصالح الصحية ومخابر تقوم بدراسة خطر المواد على المواطن. وزارة الفلاحة تنصب لجنة خاصة لمتابعة المرض أكد المكلف بالإعلام على مستوى خلية الاتصال بوزارة الفلاحة برشيش جمال، أن مصالح الوزارة سجلت هذا المرض، الذي اجتاح حقول أشجار الفواكه مثل التفاح والاجاص وغيرها، ولا يشكل أي خطورة على صحة المواطن، مضيفا أن المرض يؤثر على الأشجار والثمار ولا يشكل أي خطر على الانسان.وقال المكلف بالإعلام في تصريح ل''النهار''، إن الوزارة علمت بهذا المرض واتخذت كل التدابير، بالتنسيق مع المصالح الجهوية ونصبت لجنة خاصة تابع في الميدان وسينظر أيضا في كل شيء، بما فيها تعويض الفلاحين، مواصلا حديثه أن ثمار هذه الفواكه لا تشكل خطرا على صحة المواطنين. ماهو مرض اللفحة النارية أو ''سرطان الشجرة''؟ حسب المعهد الوطني لوقاية النباتات، فإن هذا المرض يعرف باللفحة النارية، وهو أخطر مرض يصيب أشجار الورديات ذات البذور، والعامل المسبب للمرض هو، بكتيريا ''اروينيا أميلوبورا''، لوحظ لأول مرة في الجزائر في جويلية 2010، مرض حجري ومكافحته إجبارية، وتظهر أعراضه على الباقات الزهرية والأغصان الفتية.وتتمثل أعراضه على الباقات الزهرية والأغصان الفتية حيث تسود وتجف وتنحني على شكل نصف قوس، وينتقل المرض من شجرة إلى أخرى في بستان أو من منطقة مصابة إلى منطقة سليمة عن طريق العصافير والحشرات والأمطار والرياح، إضافة إلى الإنسان عن طريق الري بالرش وأدوات العمل بنقل الأجزاء النباتية.وأكد المعهد، أنه لا يوجد أي مبيد فعال ضد هذا المرض، وفي حالة الإصابة فإنه على الفلاح قلع كل الأشجار وحرقها، وفي حالة إصابة خفيفة على الفلاح قطع الأجزاء المصابة على بعد 50 سم من الأعراض وحرقها على الفور.