تجمهر، صباح أول أمس، العشرات من الناجحين في مسابقة توظيف الأساتذة أمام مديرية التربية بغليزان، على خلفية الغموض الذي يكتنف مشكلة التعيينات الأخيرة التي لم يتحصل عليها المعنيون عشية الدخول المدرسي، الأمر الذي جعل هذه الفئة تنتابها شكوك. تردّد العشرات من الذين وردت أسماؤهم ضمن الناجحين في امتحان توظيف الأساتذة في التعليم الثانوي على أبواب مديرية التربية بولاية غليزان، متسائلين عن مصير تعييناتهم، خاصة وأنّ ما أقلق جواب القائمين على شؤون هذه المديرية، التي أوضحت لهم بأنّ من تعليمات الوزارة الوصية خضوع هذه الفئة للتكوين على مدار السنة، قبل الالتحاق بمنصب العمل، وهو ما لم يتقبله المعنيون جملة وتفصيلا، متهمين الإدارة بتوجيه المناصب الشاغرة إلى أشخاص غير أصحابها للحصول عليها في إطار الاستخلاف. وقال بعض المحتجين في تصريح ل”الفجر” إن قرارات مديرية التربية التي وجهتهم إلى مديرية التكوين، أين استقبلهم مديرها، الذي أكد أنّ تكوين الناجحين في امتحان التوظيف لحملة شهادة ليسانس يكون في أيام العطل، وأنّ مسألة التعيينات من صلاحيات مديرية التربية، ليعود المعنيون مرة أخرى، متسائلين عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الغموض الذي لايزال يكتنف الموضوع، في ظل الصمت المطبق من طرف المديرية. وهدد حملة الليسانس بالاحتجاج هذا الأحد ما لم تسارع المديرية الوصية في الكشف عن هوية التعيينات، خاصة بعدما علموا أنّ تكوينهم طيلة السنة الدراسية الجارية يكون أيام العطلة، في وقت يشرفون على التعليم في المناصب التي أعلنت عنها المديرية، والتي حدد شغورها مسابقة التوظيف. يأتي ذلك بعدما تحصل حملة الماستر على تعييناتهم، ووجهوا إلى المؤسسات التربوية، لاسيما على مستوى تخصص الأدب العربي، الذي استولت هذه الفئة على أغلب مناصبه التي فتحتها مديرية التربية ضمن المسابقة، بعد ”صمت” الجهات المعنية بخصوص ترؤس اختصاص حضارة إسلامية لقائمة الناجحين في مادة الأدب العربي، رغم النداءات التي وجهها أصحاب الاختصاص بشأن أحقية هؤلاء في التدريس، بعدما علموا أنّ كشف نقاط هؤلاء لا يتوفر على أي تخصص متعلق بالأدب العربي، لا من قريب ولا من بعيد، وهي القضية التي فجرتها ”الفجر”، بعد الإعلان عن نتائج المسابقة، غير أنّ التكتم عن القضية كان ظاهرا، ولم تتحرك حتى النقابات المعنية ولا أولياء التلاميذ، الذين سيكون مصير أبنائهم مجهولا، في نوعية التكوين الذي يقدمه المتوجون بماستير حضارة إسلامية في تدريس هذه المادة في الطور الثانوي، الأمر الذي يدعو إلى القلق، يقول المتضررون من القضية. ودعا والي غليزان إلى ضرورة التدخل العاجل لكشف المستور، في وقت يأمل المعنيون من الوظيف العمومي الصرامة في التحقيق، الذي يباشره حاليا على مستوى المديرية وضرورة إحقاق الحق لأصحابه.