ولدت نتائج مسابقة توظيف الأساتذة المعلن عنها بغليزان، أول أمس، حالة من الحزن وسط الراسبين، الذين لم يفهموا بعد المعايير والمقاييس التي تم الاعتماد عليها من طرف مديرية التربية في ترتيب الناجحين في مختلف الأطوار التعليمية، بعدما أقصت هذه النتائج العشرات من المتخرجين القدامى وإحالتهم على بطالة بعد طول انتظار، في حين أتيحت الفرصة الكاملة للمتخرجين هذه السنة للتدريس. ووصف المعنيون في قراءة لما جاءت به قوائم الناجحين أنّ التوظيف كان فيه لبس، حرمت حق العشرات من طالبي المنصب، رغم تخرجهم من المؤسسات الجامعية منذ 8 سنوات، حيث أعطيت الأولوية الكاملة لحملي الماستر، والعاملين في إطار عقود الإدماج المهني بمديرية التربية. في حين تمّ تناسي المعايير الحقيقة الموضحة في المنشور الوزاري، والتي يتم من خلالها اعداد نتائج المسابقة. وعاش الراسبون نهاية أسبوع حالة إحباط نفسي، إذ لم يفهموا أي طريقة اللهمّ بأنّ مديرية التربية لولاية غليزان ضربت القوانين المعمول بها عرض الحائط، فلم يعد للمعايير التي أسالت الكثير من الحبر أي وجود، ما عدا أنّ النتائج جاءت بناء على معايير سياسية، مبنية على الماستر والادماج المهني لا غير، ما اعتبرها الكل إجحافا للحق، لاسيما وأنّ نوايا هذا الترتيب كان أمرا مدبرا حسب المعنيين، في الفترة التي تمّ إيداع المترشحين لملفاتهم، عندما رفضت المديرية الوصية استقبال شهادات العمل لعقود الإدماج المهني، الذين عملوا في قطاعات غير قطاع التعليم، وهو ما يخالف التعليمة المعمول بها في التوظيف على أساس الشهادة، رغم وضوح هذا المعيار، وكان يومها المعنيون قدموا صرخاتهم، دون أن يسمعهم، فعاشوا جحيم الواقع، لما ذهبت سنوات العمل في سياسة عقود ما قبل التشغيل مهب الريح. ويطالب الراسبون في امتحانات توظيف الأساتذة ضرورة مراجعة نتائج المسابقة والتدقيق فيها، وفق المعايير المعمول بها، كما طالبوا مفتشية الوظيف العمومي بفتح تحقيق في النتائج، والكشف أمام الرأي العام المعايير التي اعتمدت عليها المديرية المعنية في إعلان قائمة الناجحين. وذكر بعض الراسبين الذين اتصلوا بالجريدة بعض الخروقات، عندما وجدوا أنّ من الفائزين من مواليد 1993، كما حدث في مسابقة التعليم الثانوي لمادة الأدب العربي، والأمر لا يختلف كثيرا بالنسبة للغة الفرنسية، حيث وجد مترشح متخرج سنة 2010 نفسه في الاحتياط، في حين كان متخرج عام 2012 من قائمة الناجحين. وأمام هذا اللغط الذي اكتنف نتائج هذه المسابقة، ألحّ المترشحون الراسبون على الكشف عن المعايير التي تمّت من خلالها صناعة الفرحة لدى البعض والحزن في أوساط الغالبية من الممتحنين.