أحسن الكوتش فاهيد قراءة المباراة بطريقة أحسن بكثير من نظيره عبد الحفيظ أربيش حيث بدا واضحا أن المنتخب الليبي كان منتشيا بانتصاراته الأخيرة سواء في المباريات الرسمية عندما روض أسود الكاميرون أو في المباريات الودية حين تمكنوا في آخر تربص لهم بتونس من اصطياد صقور الجديان وهزم السودان بثلاثية نظيفة. وعلى النقيض من ذلك كان المنتخب الجزائري بقيادة حليلوزيتش لم يتخلص بعد من آلام الخسارة أمام مالي في بوركينافاسو وهو ما جعل التقني البوسني يعيد كل حساباته ويدخل المباراة بثلاثة ركائز وهو ما مكن الخضر من فرملة منافسهم، حيث كانت محاولات الليبيين تذوب عند خط منطقة العمليات ولم تصل سوى نادرا للحارس مبولحي. من قال إن مصطفى مهدي سيئ؟ لم يكن فوز المنتخب الوطني بالمباراة فحسب، بل حقق جملة من الانتصارات المعنوية أهمها إعادة الاعتبار للمغترب مصطفى مهدي الذي قزمته عدة أطراف بعد نكسة مراكش أمام أسود الأطلس. وشاءت الأقدار أن تكون عودته إلى الواجهة من بلاد صديقنا الملك حيث أقحمه حليلوزيتش كمسترجع وهو منصبه الحقيقي مع أجاكسيو، ما مكنه من الإبداع والإمتاع ومنح أفضلية لفريقه وأريحية لزميليه لحسن وقديورة. بلكالام على طريقة مغارية كل من شاهد الطريقة التي لعب بها السعيد بلكالام لا يصدق أنها مباراته الرسمية الأولى مع الخضر لكون لاعب الجياسكا أعاد ذاكرة الجزائريين إلى نهاية الثمانينيات حين اكتشفوا أسد الونشريس فضيل مغارية المشهور بأناقته وهي نفس الصورة التي رسمها بلكالام أول أمس ما جعل حليلوزيتش لا يخفى سعادته الكبيرة بالمردود الذي قدمه المدافع اليافع لأن هذا اللاعب اندمج بسرعة كبيرة مع المجموعة، كما أنه أدى الدور المنوط به على أكمل وجه، وأظهر انسجاما كبيرا مع مجاني في محور الدفاع، وعليه فقد أكد الناخب الوطني بأن تواجد بلكالام في التعداد سيسمح له بالتخلص من مشكل المحور، لأنه هذه الإشكالية ظلت ولفترة طويلة من بين القضايا التي أخلطت حساباته، بسبب اعتزال عنتر يحيى، وتعرض بوڤرة لإصابة، حيث أنه قام بتجريب عديد العناصر من دون النجاح في الوصول إلى ضبط ثنائي الدفاع، وبالتالي فإن بلكالام سيكون - حسبه - من العناصر التي سيراهن عليها مستقبلا، رغم أنه نوه أيضا بمؤهلات حليش، والذي أكد بشأنه أن ابتعاده عن المنافسة الرسمية لسنتين أثر على لياقته البدنية، لكن انتقاله إلى البرتغال سيسمح له باستعادة لياقته، وهو ما سيمنح الطاقم الفني الوطني بعض الخيارات في محور الدفاع.