لو سجلنا هدفا في منتصف الشوط الثاني لتوقفت المباراة و تفوقنا كان تكتيكيا أكد المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش بأن الهدف الذي وقعه سوداني في مرمى المنتخب الليبي جاء في وقت جد مناسب، لأن المنتخب الجزائري كان على حد قوله " يستحق الإنتصار بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي أتيحت لنا، لكن تصرفات لاعبي المنافس على أرضية الميدان كانت ستخرج بالمقابلة عن إطارها الرياضي لو نجحنا في التسجيل في الشوط الأول أو منتصف الشوط الثاني، وسيتحول الميدان إلى حلبة للملاكمة، لأننا شاهدنا إعتماد الليبيين على الخشونة الكبيرة، مع كثرة الإحتجاجات على قرارات الحكم، و الهدف الذي سجل في آخر دقائق المباراة أفقدهم أعصابهم، فكانت النهاية مؤسفة ". حليلوزيتش الذي اضطر إلى تنشيط ندوته الصحفية سهرة أول أمس بمقر إقامة الخضر بفندق "الشيراطون" بدلا من مركب محمد الخامس، و ذلك بقرار من المنظمين بسبب الأحداث التي عرفتها نهاية المواجهة، أوضح في سياق متصل بأنه لم يشهد مثل هذه التصرفات إلا نادرا، مضيفا بأنه تعرض إلى دفع عنيف من طرف أحد لاعبي المنتخب الليبي، بينما أصيب فؤاد قادير بجرح على مستوى الرقبة، كما تعرض جابو لجرح بسيط، و هي أمور يضيف " الكوتش فاهيد "- " كنت قد حذرت منها اللاعبين، لأنني تصورت حدوث تجاوزات في أسلوب اللعب، بالاعتماد على الخشونة ومحاولة التأثير على الحكام، لكن ما وقع تجاوز كل تصوراتي " . جاهزية اللاعبين ذهنيا و تكتيكيا فكت " العقدة " خارج الجزائر هذا و أشار حليلوزيتش إلى أن "الفوز المحقق لا يعني بأن منتخبنا قد ضمن تأهله إلى " الكان "، لأن هناك مقابلة العودة بين المنتخبين، رغم أن الأفضلية تبقى حسابيا للجزائر، إلا أن اللاعبين مطالبون ببذل قصارى الجهود لتحقيق الهدف المنشود، و ذلك بتفادي الإفراط في الثقة في النفس، لأنني كنت قد طالبتهم بضرورة تأدية لقائين في القمة من أجل الإطمئنان على تأشيرة التأهل إلى النهائيات القارية، كون المنتخب الليبي سيلعب كل أوراقه في مباراة الإياب بالجزائر". وأعرب الناخب الوطني عن سعادته الكبيرة بالنتيجة المحققة، خاصة و أن مشكل عدم القدرة على تسجيل نتائج إيجابية خارج الجزائر ظل مطروحا لسنوات طويلة، موضحا بأن الأهمية تكمن في الفوز، من دون الوقوف على النقائص المسجلة في طريقة اللعب، وهذا بالنظر إلى الظروف التي جرت فيها المباراة، والانتصار في مثل هذه الوضعيات كفيل بإعطاء المزيد من الثقة في النفس للاعبين في اللقاءات التي ستجرى خارج الجزائر، وهنا فتح حليلوزيتش قوسا ليوضح بأن النتيجة المسجلة تعد ثمرة طريقة التحضير لمثل هذه المباريات، والتي تتطلب التركيز على جميع الجوانب، وذلك بالاستعداد نفسيا، بدنيا و ذهنيا، ليشير بأنه عمد خلال التربص الأخير إلى التركيز أساسا على الجانب التكتيكي. بلكلام إندمج بسرعة و تواجد حليش سينهي معاناتنا مع محور الدفاع و بخصوص خياراته التكتيكية فقد أعرب عن سعادته الكبيرة بالمردود الذي قدمه المدافع بلكلام، لأن هذا اللاعب الذي يخوض أول مقابلة رسمية له مع التشكيلة إندمج بسرعة كبيرة مع المجموعة، كما أنه أدى الدور المنوط به على أكمل وجه، و أظهر إنسجاما كبيرا مع مجاني في محور الدفاع، وعليه فقد أكد الناخب الوطني بأن تواجد بلكلام في التعداد سيسمح له بالتخلص من مشكل المحور، لأن هذه الإشكالية ظلت ولفترة طويلة من بين القضايا التي أخلطت حساباته، بسبب اعتزال عنتر يحي و تعرض بوقرة لإصابة، حيث أنه قام بتجريب عديد العناصر من دون النجاح في الوصول إلى ضبط ثنائي الدفاع، وبالتالي فإن بلكلام سيكون من العناصر التي سيراهن عليها مستقبلا، رغم أنه نوه أيضا بمؤهلات حليش، وأكد بأن ابتعاده عن المنافسة الرسمية لسنتين أثر على لياقته البدنية، لكن إنتقاله إلى البرتغال سيسمح له باستعادة لياقته، وهو ما سيمنح الطاقم الفني الوطني بعض الخيارات في محور الدفاع.