يستعد رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الرئيسية ووزارة الخارجية الإسرائيلية لعقد مؤتمر ثان في ال21 سبتمبر الجاري، بمقر الأممالمتحدة بعنوان ”المسكوت عنه في الشرق الأوسط” وذلك للضغط باتجاه استرجاع اليهود لأملاكهم ”المزعومة”. من المقرر أن يصوت البرلمان الإسرائيلي قريبا على مشروع قرار لإنشاء يوم ذكرى تاريخ اخراج اليهود من الأراضي العربية وتأسيس المتحف ويهدف المشروع لإقناع الأممالمتحدة بالضغط على العديد من الدول العربية من أجل أن تقوم بتعويض اليهود على أملاكم ”المزعومة” في البلاد العربية قبل سنة 1984. وتشير نشرة المؤتمر بحسب موقع ”المؤتمر اليهودي العالمي” عبر الأنترنت إلى أن الجزائر والعراق ومصر وليبيا تعتبر من أهم الدول التي يستهدفها المشروع، كما يشير إلى أن حوالي 800 ألف يهودي كانوا يعيشون في تلك الدول قبل سنة 1948 ولا بد أن تقوم الدول العربية بتعويضهم على ممتلكاتهم التي تركوها قبل احتلالهم للأراضي الفلسطينية، كما قالت وزارة الخارجية و”المؤتمر اليهودي العالمي” التابع للوكالة اليهودي- الصهيونية، إن ”هدف الاجتماع هو رفع قضية اللاجئين اليهود من الدول العربية إلى جدول الأعمال العام، السياسي الداخلي والخارجي في البلاد وفي أرجاء العالم، في ظل طرح شهادات شخصية من اللاجئين أنفسهم، والعمل أيضا على المستوى السياسي والدولي لحث تشريع واعتراف بهوية وحقوق هؤلاء اللاجئين. والقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة متلفزة للمؤتمر، قال فيها إن حكومته ”مصممة على إحلال العدل لهؤلاء اللاجئين. لقد أهمل العالم العربي اللاجئين الفلسطينيين واستغلهم كأداة مناكفة ضد إسرائيل، بينما إسرائيل التي كانت في حينه دولة صغيرة، نجحت في استيعاب اللاجئين اليهود من البلدان العربية وجعلهم مواطنين منتجين”. ويأتي هذا المؤتمر ليعزز جهود اليهود الذين سبق وأن نظموا مؤتمرا مماثلا في القدس تحت عنوان ”العدالة للاجئين اليهود من الدول العربية”، بعد سنوات من الحراك على مستوى إسرائيل الرسمية والحركة الصهيونية لافتعال قضية لليهود الذين هاجروا من أوطانهم في الدول العربية، لتكون ندا في مواجهة قضية اللاجئين الفلسطينيين، إذ تزعم الحركة الصهيونية أن اليهود هاجروا وتركوا عقارات وممتلكات صادرتها الدول العربية. كذلك فإن المؤتمر ينعقد في ظل محاولات إسرائيلية متسارعة لتوجيه ضربة قاصمة لمنظمة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين الدولية الأونروا، من خلال عدة مسارات، من بينها سن قانون في الكونغرس الأمريكي يشترط تمويل الأونروا بتقديم تقارير سنوية عن أعداد اللاجئين الأوائل، من دون أولادهم وأحفادهم الذين ولدوا في الشتات، وهذا كمقدمة لوقف التمويل عن الأبناء والأحفاد، في سعي لإجبار الدول العربية على توطين اللاجئين وضرب حق العودة. وتزعم منظمة ”المؤتمر اليهودي العالمي وجود 856 ألفا ممن يسمون ب ”لاجئين يهود” أصولهم من الدول العربية، 200 ألف منهم في الولاياتالمتحدة وكندا وأوروبا، بينما نحو600 ألف هاجروا إلى فلسطين.