حاول، صبيحة أول أمس الخميس، شابان الانتحار حرقا داخل مقر بلدية حامة بوزيان، احتجاجا على عدم وفاء السلطات المحلية بوعدها تجاههما، بخصوص منحهما استفادة من سكنين ريفيين. الشابان اقتحما سكريترية رئيس المجلس الشعبي البلدي بدعوى طلب مقابلته، قبل أن يخرجا قارورة مملوءة بالبنزين ويقومان برش جسديهما وإخراج ولاعة لإضرام النار، غير أن يقظة أعوان الأمن بالبلدية حالت دون ذلك، حيث هرولوا نحوهما، قبل استدعاء رجال الشرطة الذين تدخلوا لنقل الشابين صوب مركز أمن دائرة حامة بوزيان للتحقيق معهما. وحسب ما علمناه، فإن محاولة الانتحار هذه جاءت في سياق الاحتجاج على السكن الريفي الذي يواجه بشأنه رئيس المجلس الشعبي البلدي بحامة بوزيان الشاب عبد الرحمان فيلالي ضغطا غير مسبوق بلغ ذروته الأسبوع الأخير، عندما حاول عدد من الشبان الاعتداء عليه بالسلاح الأبيض طالبين منه التوقيع لهم على وثيقة الاستفادة بالقوة، وهو ما أدى ب”المير” إلى الاستنجاد برجال الأمن ورفع شكوى بتهمة التهديد، حيث تم توقيف 5 أشخاص قدموا أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة قسنطينة. ومعلوم أن بلدية حامة بوزيان استفادت من 1200 وحدة سكنية ريفية يتم إنجازها بمناطق مختلفة من البلدية، وقد طلب رئيس المجلس الشعبي البلدي من مصالح ولاية قسنطينة للحصول على حصة أخرى بألفي سكن لتلبية الطلب المتزايد، كما أن السلطات المحلية اقتطعت أراضي فلاحية في مناطق مغرية ومنحت قطعا أرضية لعديد السكان أغلبهم من الشبان، وهو ما أسال لعاب الكثير من المواطنين بما فيهم من يقيمون خارج إقليم البلدية، وهو ما وسع دائرة فتنة حقيقية في هذه الصيغة من السكن بثالث أكبر وأهم بلديات عاصمة الشرق.