شرعت مصالح البلدية نهاية الأسبوع الماضي في تنفيذ مخطط إعادة الاعتبار وتجديد شبكة مياه الصرف الصحي بعد الاهتراء والتسربات التي حدثت على مستوى الشبكة خلال الأشهر الأخيرة، مما أدى إلى اختلاط ماء الشرب بالمياه القذرة مثلما أكده سكان العديد من الأحياء الذين اشتكوا من الوضعية، وطالبوا بتجديد الشبكة بعد أن عزفوا عن شرب مياه الحنفيات واستبدلوها بالمياه المعدنية خوفا من حصول إصابات وبائية. وقد تحولت المناطق التي انطلق فيها تنفيذ المخطط بمدينة باتنة إلى حفر كبيرة وشوارع وطرقات مقطوعة، كما هو الحال بالطريق الرئيسي المار بحي 5 جويلية والمتوجه إلى وسط المدينة، ونظرا لنشاط الرابط، فإن الأشغال التي يقوم بها مقاولون مختصون سببت الكثير من المتاعب لأصحاب المركبات والراجلين على السواء، كما تخوف المواطنون القاطنون بمحاذاة الأشغال من تساقط الأمطار التي ستحول الأحياء حتما إلى بؤرة للأوحال بفعل الكميات الكثيرة من الأتربة المستخرجة جراء الحفر على القنوات. وحسب مصادر من بلدية باتنة فقد خصص مبلغ 160 مليون دينار جزائري، لإعادة تهيئة طرقات عاصمة الولاية في سبيل تحسين الوجه العام للمدينة حسب تصريح السي محمد خناق رئيس بلدية باتنة. وستطلق البلدية في عمليات التهيئة وفق مبدإ الأولوية على اعتبار أن الكثير من الأحياء تدخل في البرنامج مثل حي كموني، شيخي، دوار الديس، الزمالة، بوزوران والإخوة خزار، ومن المنتظر أن تسجل عمليات استعجالية لفائدة الكثير من أحياء المدينة التي تدهورت طرقاتها أو التي تتميز بضيق في شبكة الربط بالماء الشروب بغلاف مالي قيمته 46 مليون دينار جزائري إلى جانب تخصيص مبلغ 25 مليون دينار للتكفل وإعادة الاعتبار لشبكة الصرف الصحي بأحياء أخرى بدأ سكانها يدقون ناقوس الخطر بشأن اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، ومن المؤكد أن هذا المشروع الهام الذي سيمس العديد من أحياء المدينة وشوارعها الرئيسية ستكون له آثار سلبية على الطرقات والشوارع، وإن كانت الكثير من الطرقات قد برمجت إعادة تهيئتها لحالة القدم والاهتراء التي أصابتها هي الأخرى، ويأمل المواطنون أن يتم ذلك سريعا بعد الانتهاء من مشروع الصرف الصحي، فإن الطرقات المعبدة حديثا والتي استهلكت مبالغ ضخمة لتهيئتها ستمسها هي الأخرى عملية الحفر ما يعني خسارة مبالغ إضافية لإعادتها إلى وضعها الطبيعي ويطرح تساؤلا عن وضع خطة أولويات وفق منظور اقتصادي يقلص من النفقات ويوجه الفائض منها إلى مشاريع أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن الولاية استفادت من 10 عمليات تنموية تخص هذه الشبكة من المنتظر أن تمس 9 بلديات أصبحت تمثل نقاطا سوداء من حيث حجم مشكلة اختلاط المياه الشروب بالمياه الآسنة على غرار بريكة، وتازولت ومرفق سيدي بلخير ببلدية تازولت، إلى جانب عملية نوعية تتمثل في قناة رئيسية جديدة للصرف الصحي تربط المدينةالجديدة حملة بمحطة تصفية المياه بباتنة. أما ما تعلق بشبكة المياه الصالحة للشرب وتوسيعها، فقد سجلت 6 عمليات عبر دوائر الولاية منها تدعيم الشبكة ببلدية الجزار من المنقب الجديد "جزار شرقي" بالإضافة إلى العديد من المناطق مثل مدبارة، بوكعبن، وبوعروس، انطلاقا من وادي الشعبة مع انجاز قناة جديدة للمياه تربط بين المنقب المائي رقم "8" ببلدية المعذر بالخزان المائي 1000 متر مكعب، وكذا عمليات التجديد في عدد من المراكز والبلديات على غرار بلدية باتنة ومناطق أولاد بدة، تيقرقن، خشبة كاشو، بوزيزة مع إعادة التأهيل كذلك لمحطات ضخ المياه المتواجدة عبر كامل تراب الولاية.