إذا رأيت قساوة في قلبك، ووهناً في بدنك، وحرماناً في رزقك، فاعلم أنك تكلمت فيما لا يعنيك. تحيي الزاوية البوزيدية، الكائن مقرها بخروبة طريق سيدي علي بمستغانم، الذكرى الثالثة بعد المئة لوفاة العلامة العارف بالله الدال عليه سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي، الملقب بسيدي حمو الشيخ، وذلك أمسية يوم السبت 22 سبتمبر الجاري، بمشاركة العديد من الأساتذة والمشايخ والعلماء والأئمة والمربيين والمريدين من مختلف جهات الوطن. ويأتي هذا اللقاء كالمعتاد مند سنوات بعد الملتقى الدولي الذي انعقد بنفس الزاوية، بمناسبة مرور قرن من الزمن على وفاة هذا العالم الرباني والقطب الصمداني الذي داع صيته عبر العالم الإسلامي، لاسيما عن طريق تلميذه الغوث الرباني المشهور بتلقين الاسم الأعظم الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي المستغانمي المتوفى سنة 1934م قدس الله سرهما. وينتسب سيدي حمو الشيخ إلى الدوحة النبوية الشريفة على صاحبها وأهله أفضل الصلوات وأزكى التسليمات، فهو الشيخ سيدي بن الحبيب بن عبد الله بن أحمد بن زيدان بن الصغير بن الجيلالي بن عبو بن عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي بن عبد المالك بن إبراهيم بن عامر بن عثمان بن إسحاق بن علي بن سيدي بوزيد الغوث (دفين أفلو بولاية الأغواط وإليه نسب لقب العائلة البوزيدية) بن علي بن المهدي بن سفيان بن يسار بن موسى بن محمد بن عيسى بن إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن سيدنا الحسن السبط بن سيدنا علي بن أبي طالب وسيدتنا فاطمة الزهراء ياقوتة الأنام بنت سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد وقف الشيخ حياته العامرة على خدمة الإسلام الدين الحنيف اعتمادا على كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وآله وسلم وعلى، ما حباه الله عليه من علم لدني وهبي جعله فدا بين أقرانه، وكان من ثمرات هذا الجهد المراد به وجهه الله تعالى أن ينتفع به خلق عميم من الخواص والعوام على مدار الشهور والأعوام وتخرج على يديه الشريفتين جمع من الصالحين الذائعي الصيت أشهرهم على الإطلاق سيدي أحمد بن المصطفى العلوي الذي انتشرت الزاويا المنسوبة إليه عبر بقاع المعمورة . لقد كان سيدي حمو الشيخ رضي الله عنه زاهدا في حطام الدنيا مقبلا على الآخرة، موصيا أتباعه بمجاهدة النفس، مذكرا بأن النفس أشر من سبعين شيطانا. وظل على تلك الحال إلى أن توفاه المولى عز وجل يوم الإثنين العاشر من شوال 1327ه . ومزاره معروف بمستغانم يقصده الزوار من كل حدب وصوب بغية استمطار البركات والتقرب إلى المولى سبحانه وتعالى بجاه هذا الولي التقي النقي. ويعد سيدي محمد بن قدور الوكيلي رضي الله عنه أشهر مشايخه وهو دفين المغرب الأقصى، بعد زيارته المقام الشريف لسيدي بومدين الغوث (قدس الله سره)، تلك الزيارة التي اكتسبت طابعا روحيا مشفوعا بإذن التوجه إلى شيخه الجليل بالمغرب الأقصى . ونغتنم هذه السانحة المباركة لإحياء ذكرى وفاة أحد أحفاده الأجلاء الذي انتقل إلى جوار المولى عز وجل في 13 ديسمبر من السنة الماضية، وهو العالم الجليل سيدي عبد القادر بن طه الملقب بالشيخ دحاح البوزيدي رحمه الله، وقد خص سيدي حمو الشيخ بمصنف شريف من بين الأربعة كتب المطبوعة والتي أثرى بها المكتبة الإسلامية.