جمعتهم المحبة في الله والأخوة التي أوجبها رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما المؤمنون إخوة" ومؤاخاته بين المهاجرين والأنصار، بحيدرة بأعالي العاصمة، توافد أتباع الطريقة العلوية من مختلف مدن الوطن من عنابة، المحمدية، تلمسان، الأغواطومستغانم وألسنتهم راطبة بالتهليل والتكبير والصلاة على الطاهر البشير . أتباع الطريقة العلوية أقاموا احتفالية ترحمية على أقطابهم ومشايخهم وبالأخص مؤسس الطريقة العلوية، حيث أكد شيخ الطريقة في افتتاحه حفلة الترحم هذه أن العلويين يجمعهم ذكر الله والصلاة على الحبيب والدعاء للمشايخ وللجزائر أن تحفظ من كل سوء. وقد أكد من جهته الأستاذ بلقاسم آيت حمو أن هذا المجمع الذي أقيم في شهر الله رجب شهد احتفالين مباركين، حيث أقيم الأول بمدينة مستغانم والثاني بالعاصمة. الاحتفال الذي احتضنته مدينة مستغانم تعلق بذكرى الشريف سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي دفين مستغانم، وقد حضره أكثر من ألف شخص جاؤوا من مختلف أنحاء الوطن. أما المجمع الثاني يضيف الأستاذ آيت حمو، فقد احتضنته الزاوية العلوية الكائنة بحيدرة في أعالي العاصمة والتي تم تأسيسها على تقوى من الله في 14من شهر جويلية 1980 اليوم الذي انتقل فيه إلى ربه، سيدي احمد بن مصطفى العلوي مؤسس الزاوية وذلك بتاريخ 14 جويلية 1934. وكان الشيخ رحمه الله تلميذا لسيدي محمد بن الحبيب البوزيدي. أما ما تميزت به هذه الاحتفالات فقد بدأت بالذكر وترديد كلمة الحق والاخلاص لا إله إلا الله، 70 ألف مرة في كل حلقة مرفوعة إلى روحي الوليين الصالحين، وختمتين للقرآن الكريم على روحهما الطاهرة والصلوات على الحبيب المصطفى، بالإضافة إلى الأذكار والمدائح الدينية التي تذكر فيها أسماء الله الحسنى وهي قصائد منّ الله بها على هذين الغوثين سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي وتلميذه سيدي الشيخ بن أحمد مصطفى العلوي أفاض الله عليهما من كرمه وجوده ما يرضيهما وفوق الرضا . معلوم أن هذه اللقاءات تنظم سنويا بهاتين المناسبتين، أي بذكرى حمو سيدي الشيخ وذكرى تلميذه أحمد مصطفى العلوي. للتذكير، فقد تم أيضا الاحتفال بالغوث الرباني سيدي الشيخ عمر أبو حفص الزموري في جوان الفارط بفندق الأوراسي تحت إشراف المجلس الأعلى للغة العربية، كل هذه الذكريات متلازمة ومتلاحقة تذكر الأجيال بميراث هؤلاء الرجال الذين نذروا حياتهم لخدمة الإسلام والمحافظة على اللغة العربية بمختلف فنونها، تاركين للمكتبة الإسلامية آثارا ساطعة من المؤلفات المتنوعة في اللغة وفنونها في التصوف الذي هو مقام الإحسان مثلما ورد في الحديث النبوي الشريف المروي عن عمر بن الخطاب في حضرة سيدنا جبريل عليه السلام وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وهو كان سيدنا جبريل عليه السلام في هيئة الصحابي الجليل دحية رضي الله عنه، يسأل المصطفى ويجيب هو نفسه عن الإسلام والإيمان والإحسان، فلما انصرف تعجب سيدنا عمر بن الخطاب منه يسأل ويجيب، فقال له المصطفى صلى الله عليه وسلم ما معناه »ذاك جبريل جاءكم يعلمكم دينكم حيث قال عن مقام الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك" .