أدان زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، الاحتجاجات التي شهدتها تونس ضد سفارة الولاياتالمتحدة في تونس بغير المقبولة، واصفا المحتجين بالأوصوليين، كما قال الغنوشي أن ”هؤلاء لا يمثلون خطرا على النهضة فقط بل على الحريات العامة في البلاد وعلى أمنها، لذلك ينبغي للجميع التصدي لهم بالوسائل القانونية وتشديد القبضة، والإلحاح على النظام لأنه وقع إخلاله ووقع استخدام سيئ للحرية من طرف مجموعات لا تؤمن بالحرية”. وأضاف: ”لما تجاوزوا القانون الجمعة الماضي وأرادوا أن يهددوا صورة تونس ومصالحها وقوانينها، تصدت لهم الدولة وقتلت واعتقلت منهم”. ودعا راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تونس، في مقابلة لوكالة الأنباء الفرنسية، إلى ”تشديد القبضة” الأمنية و”التصدي بالوسائل القانونية” لمجموعات محسوبة على التيار السلفي الجهادي هاجمت، الجمعة الفائت، مقر السفارة الأمريكية في العاصمة، احتجاجا على عرض فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولاياتالمتحدة. واستؤنفت المظاهرات ضد الفيلم المسيء للإسلام التي أججها نشر صحيفة فرنسية لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد، الجمعة، في عدد من الدول الإسلامية، وخصوصا في أندونيسيا وباكستان حيث جرح 15 شخصا وأضرمت النار بدارين للسينما. من جهتها، رأت المفوضة العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن نشر الرسوم الكاريكاتورية بعد عرض الفيلم ”استفزاز متعمد” من الأفضل ”تجاهله”. ولا تزال تداعيات الفيلم المسيء للرسول تحرك العشرات من المظاهرات في العديد من الدول العربية والإسلامية، وشهدت لبنان أمس مظاهرات واعتصامات تندد بالإساءة إلى النبي محمد عبر فيلم ”براءة المسلمين” والرسوم الكاريكاتورية، تخللها إحراق أعلام إسرائيلية وأمريكية، ودعا رجل دين سني في إحداها إلى إصدار فتوى ”بهدر دم” كل من أساء إلى الإسلام. وكانت المدارس والمراكز الثقافية الفرنسية أقفلت في لبنان تخوفا من حصول تجاوزات في المظاهرات والتجمعات الاحتجاجية التي دعي إليها، بينما اتخذ الجيش اللبناني والقوى الأمنية تدابير أمنية مشددة في محيط هذه المؤسسات وفى محيط بعض المساجد. وفي باكستان أعلن حظر الاحتجاجات العنيفة، وحمل الأسلحة في إسلام أباد، والمناطق المجاورة، وعلق نائب مفوض إسلام أباد، عامر علي أحمد، أنه بموجب هذا الحظر لن يسمح إلا بتنظيم المواكب السلمية فقط، ولضمان ذلك، تقوم السلطات بمراقبة المنطقة الحمراء بإسلام أباد من الجو، وعبر كاميرات متصلة بدوائر تلفزيونية مغلقة، ويتواجد مسؤولون حكوميون من الإدارة المدنية، ومن الأجهزة الأمنية في غرفة التحكم لمراقبة الوضع، كما أوقفت هيئة الاتصالات الباكستانية (بي تي إيه)، خدمات الهاتف المحمول، عن حوالي 15 مدينة باكستانية كبرى ضمانًا للأمن والسلام خلال المظاهرات التي سيجري تنظيمها في سائر أنحاء البلاد؛ احتجاجًا على الفيلم الأمريكي المسيء للرسول. كما تظاهر نحو مئة فلسطيني في ساحات الأقصى ضد الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام، وهتفوا هتافات معادية للولايات المتحدة والرئيس باراك أوباما وإسرائيل. وسار المتظاهرون مع المصلين إلى خارج المسجد الأقصى، حتى وصلوا إلى باب العامود، البوابة الرئيسية للقدس القديمة، دون حدوث أي احتكاك مع الشرطة الإسرائيلية التي تواجدت في المكان.