نوه المؤرخ الفرنسي، جيل مانسيرون، إلى صعوبة استعادة الأرشيف الجزائري الخاص بالثورة التحريرية من فرنسا باعتبار جملة من الظروف، على غرار القيود المفروضة عليه من قبل السلطة الفرنسية التي تعتم وتقيد أي محاولة لمعرفته والاطلاع عليه. وأشار المؤرخ الفرنسي جيل مانسيرون، خلال اللقاء الذي نشطه بالمركز الوطني للبحث في الانثروبولجيا الاجتماعية والثقافية، التي تحمل اسم ”كراسك”، إلى استحالة وصعوبة استرجاع الأرشيف المتعلق بالتواجد الفرنسي في الجزائر لسنوات طويلة، حيث اعتبر العملية ليست بالحرة تماما في فرنسا باعتبار القيود المفروضة والحواجز التي تقف حجر عثرة في وجه تحقيقه هذه الخطوة واستعادة ما ضاع من الجزائر من أرشيف ووثائق وبيانات يوثق لتاريخ الجزائر الطويل في النضال، منوها أن هذا العائق يحول جون الوصول إلى معرفة واطلاع جيد بهذه الفترة التاريخية المهمة للجزائر. وفي السياق قال الفرنسي جيل مانسيرون إنه بإمكان استرجاع بعض الوثائق، إلا انه يستحيل من جانب آخر بلوغ بيانات أخرى بالنظر إلى الإجراءات التي تتبعها الحكومة الفرنسية في هذا الشأن، لاسيما في ما يتعلق بالوثائق المودعة من قبل الأشخاص لدى بعض المؤسسات و التي تعمل على حمايتها ولا تقدمها إلا بموافقة من عائلات المودعين، وهي الإشكالية التي قال عنها المتحدث بأنها ”صعبة وتؤدي إلى تفاقم الوضع، نتيجة القوانين الأخرى التي من شانها حماية الأشخاص المودعين، كما هو الحال بالنسبة لمنظمة الجيش السري التي تم تناولها بشكل سطحي وشحيح قدمت فيه معلومات شحيحة” حسب جيل مانسيرون. وأضاف ”إذا علمت هذه العائلات بمساهمتها في تاريخ فرنسا فإنّه يسمح في هذا الإطار للباحثين والدارسين في المجال فقط دون غيرهم”. وفي نفس السياق يعتبر بان الاحتفاظ بأرشيف الثورة التحريرية من طرف الخواص، يعد بمثابة مراقبة للتأريخ لأحداث الماضي في ظل جهل من الفرنسيين لهذه الفترات التاريخية الهامة، والذين يواجهون تحدي كبير بخصوص الاعتراف بجرائم المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري وانتهاكاته لحقوق الإنسان.