واجه العديد من أميار بلديات المدية سيلا جارفا من الاحتجاجات خلال عهدتهم الفارطة كادت تعصف بهم، فالمدية لم تعرف موجة احتجاجات كما عرفتها خلال الخمس سنوات الفارطة. ورغم كثرة المشاكل فالماء، الطريق، السكن هو الثالوث الأسود الذي تمخض عنه غليان شعبي مس العديد من البلديات. خرج العديد من السكان إلى شوارع المدينة، إذ شهدت دائرة بني سليمان ببلدياتها الثلاث.. بني سليمان، بوسكن وسيدي الربيع، أكبر موجة احتجاج خلال أقل من 15 يوما، فلم يسبق أن شهدت الدائرة هذا التذمر الشعبي، حيث كان يعرف عن أهلها الهدوء ومقاومة مشاكل الحياة، لتتحول في ظرف وجيز من مدينة “أشباح”، بسبب الطريق والماء والسكن، الذي أخرج هؤلاء السكان إلى الشارع ليقولوا ضقنا ذرعا من هؤلاء المسؤولين.. وهي المشاكل التي قابلها أصحاب القرار من الأميار بحلول ترقيعية عاقدين العزم على عدم تكرار تجربة المسؤولية. من سيدي الربيع انطلقت موجة الاحتجاجات بداية الاحتجاج كانت ببلدية سيدي الربيع، التي قام قرويوها بغلقها في وجه الموظفين والمواطنين، منذ بداية العهدة الأولى لرئيس البلدية، مطالبين بتوفير حياة كريمة والنظر بعين الجد لمطالب قرويي سيدي الربيع الذين يتشتتون في عدة قرى متناثرة، رفعوا جملة من المطالب، والتي لا تتعدى تعبيد الطريق الذي لا يصلح، وإيصال الماء الذي انقطع لأسابيع، ومدهم بحصص البناء الريفي الذي لم يعرفوا منه سوى الفتات. وكان قرويو سيدي الربيع أول من احتج وطالب بتوفير متطلبات الحياة ليعودوا إلى قراهم بعد تطمينات ووعود - يقول السكان - إنهم لايزالون ينتظرون تجسيدها على أرض الواقع في شكل مشاريع تنموية. بني سليمان.. ثلاثة احتجاجات في يوم واحد هي أكبر بلدية مكونة للدائرة، يتمركز أغلب سكانها في الوسط الحضري، غير أن هذا لم يمنع القرويين من الاحتجاج، حيث أقدم سكان سيدي العكروت على غلق طريق بني سليمان - بوسكن ليوم كامل احتجاجا على انعدام التهيئة بجميع أشكالها، ولم يتوقفوا عن حركتهم الاحتجاجية تلك إلا بعد قدوم الأمين العام للولاية الذي طمأنهم بحل جميع مشاكلهم.. ليستفيق من بعدهم سكان الصخايرية أكبر تجمع قروي ببني سليمان يفوق عددهم 5الاف نسمة، حيث قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 18 ليوم ونصف احتجاجا على شح الحنفيات وبقاء قاعة العلاج مغلقة، ولم يتوقفوا حتى بلغتهم أخبار رسمية عن بدء حفر بئر ارتوازي بالمنطقة.. لتطير عدوى الاحتجاج بعد يوم واحد فقط إلى سكان الطوايبية الذين أقدموا على غلق الطريق الوطني رافعين هم أيضا مطالبهم.. الطريق والماء والسكن الريفي، لتشهد قرية أخرى في نفس اليوم غلق الطريق، وهي قرية أولاد عائشة، أين طالب سكانها بتعبيد الطريق.. القلب الكبير لم تعد الاستثناء لم يسبق من قبل أن سجلت دائرة القلب الكبير احتجاجات تذكر، إلا أنه في العهدة الفارطة شهدت هذه الدائرة احتجاجين وقعا في بلديتين متفرقتين، حيث أقدم سكان فرقة القويعة ببلدية بئر بن عابد بغلق الطريق الولائي رقم 94 بسبب حادث مرور خطير، مطالبين بوضع ممهلات. كما استثنيت ذات الدائرة من جملة الاحتجاجات التي ضربت الكثير من البلديات بالرغم من توزيع حصتين من السكن ببلديتي القلب الكبير وبئر بن عابد دون أن تعرف أي احتجاجات. من جهتهم سكان فرقة الخناسة ببلدية السدراية قاموا بغلق مقر البلدية ليوم كامل، رافعين جملة من المطالب تمحورت في تعبيد الطريق وتوفير الماء وحصص البناء الريفي، وعلقوا احتجاجهم بعد طمأنتهم أن مشروع الطريق مسجل وسيرى النور قريبا.. غلق بلدية الميهوب ليومين كاملين العزيزية، الواقعة هي الأخرى أقصى شرق المدية، شهدت موجة احتجاج عارمة كان “أبطالها” سكان سنغوة بالميهوب، الذين أقدموا على غلق مقر بلديتهم مانعين الموظفين والمواطنين من الدخول ليومين كاملين، ورفع سكانها جملة من المطالب لم تتعد الطريق والماء والإنارة العمومية. هذه الاحتجاجات لم تكن إلا عينة للكثير منها حدثت في عدة مناطق متفرقة، على غرار جواب وتابلاط وسيدي نعمان.. وكل المطالب واحدة. فأميار البلديات لا خيار لهم إلا الاستنجاد بالجهات العليا، خاصة أن ميزانية أغلبية البلديات لا تتعدى تعبيد طريق لا يزيد طوله عن 2كلم، ومنهم من فكر مليا في مسألة الترشح لعدة أخرى، لاسيما أن الانتخابات المحلية على الأبواب، غير أن الكثير منهم خرج بنتيجة مفادها الانسحاب، وهذا في ظل الفشل الذريع الذي مني به الكثير من رؤساء البلديات.