فشلت اللجنة الانتخابية النقابية لأرسيلور ميتال، في الالتزام بتنظيم انتخابات تجديد الفروع النقابية والمجلس النقابي في غضون الشهر الفارط، كما سبق وأن أعلنت عنه، حيث يبقى التكتم حول هذه الانتخابات الأسلوب المتبع من قبل الأمين العام بالنيابة للمجلس النقابي للحجار، مراد بن ضيف الله، الذي لم يقدم أي تبرير لعدم خوض الانتخابات التي ينتظرها العمال بفارغ الصبر. يعود تأخير الانتخابات النقابية بمركب الحديد والصلب بعنابة، منذ نهاية شهر أوت الفارط لحالة الغليان والصراع النقابي التي اندلعت داخل المركب بين أنصار عيسى منادي وأنصار إسماعيل قوادرية، حول كرسي الأمانة النقابية، ما أسفر عن فصل 14 عاملا وجهت لهم تهم إثارة البلبلة والشغب من طرف الإدارة الفرنسية، التي قد تجد متنفسا لها بتذبذب وضعية المكتب النقابي الذي سبق وأن كان وراء العديد من الإضرابات التي كلفت أرسيلور ميتال والشريك الهندي خسائر بملايير الدولارات منذ سنة 2009 وإلى السنة الفارطة. تشقق الجسم النقابي لمركب الحجار، وبروز عدم الثقة من قبل أزيد من 5 آلاف عامل في الشخصيات النقابية التي تتخذ من الحجار انطلاقة لخوض انتخابات تشريعية ترمي بهم على مقعد نيابي في البرلمان، ساهم بشكل فعال في تراجع العمل النقابي الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة في مركب الحديد والصلب، بعد العجز في حل العديد من المعضلات العمالية التي يأتي على رأسها إعادة إدماج 14 عاملا مفصولا في مناصب عملهم مجددا، ناهيك عن تنظيم انتخابات أعضاء لجنة المساهمة، لمباشرة انتخابات تجديد الفروع النقابية، وانتخاب أمانة جديدة يمكنها مواجهة جملة العراقيل التي تظهر بين الفينة والأخرى في وجه العمال الذين لازالوا يطالبون برفع الأجور وتسوية العديد من الأوضاع المهنية والاجتماعية التي تخصهم.