يتعرض المواطن الجزائري البسيط في هذه الأيام إلى أكبر هجوم يباغت قدرته الشرائية، فكبش العيد يستنزف جيوب العائلات، حيث وجد الكثيرون أنفسهم عاجزين أمام هذا التكليف، في الوقت الذي حرص فيه البعض إلى إدخار مبالغ خصيصا للأضحية. تتخوف الكثير من الأسر من عدم قدرتها على استيفاء أضحية العيد تطبيقا للسنة المحمدية المؤكدة، التي تفرض على من استطاع من الناحية المادية لاسيما، وأن جل المعطيات بينت أن الأسعار ستكون ملتهبة بفعل التصرفات الصادرة عن سماسرة الكباش باعتبارهم الوسيط بين الموالين والمواطنين، وهم المتسببون في التهاب الأسعار في كل سنة سعيا إلى تحقيق فوائد وأرباح معتبرة، ومن أجل اجتياز هذه المناسبة تختلف التدابير التي تقوم بها العائلات الجزائرية، حيث تتراوح بين التقشف طوال السنة، الادخار أو التنازل عن بعض الكماليات. نساء ينتهجن التقشف لمواجهة الأزمة لم تعد تفصلنا عن العيد سوى أيام معدودات، طغى عليها التفكير في الأضحية والنحر، خاصة وأن الكثير من العائلات لا تستطيع توفير مبلغ الأضحية الضخم الذي يتراوح ما بين 35 ألف و60 ألف، بالإضافة إلى المصاريف المتعددة التي تحتاجها العائلة والأبناء. ذلك ما أجبر أغلب العائلات على التقشف في هذه الأيام، كأحسن طريقة صارت تنتهجها العديد من ربات البيوت استعدادا للمناسبات الدينية، وفي هذا الإطار اقتربنا من بعض النسوة كونهن هن المعنيات بتدبير ميزانية البيت وترشيدها لضمان متطلبات الأسرة فأجمعن أنهن بالفعل يتمحور اهتمامهن في هذه الفترة حول نقطة اقتناء كبش العيد وإدخال الغبطة على أفراد الأسرة باستيفاء تلك السنة الحميدة التي جبل عليها المسلمون منذ أمد بعيد، تقول السيدة أمينة، إنها تفكر كثيرا في تدبير مبلغ اقتناء الأضحية خاصة وأنها فكرت فيه منذ أشهر وراحت تخصص له قسطا صغيرا في كل شهر لكي لا تتأزم بالأمر ويفوتها الأوان وقالت إنها ولحد الآن جمعت مبلغ 25 ألف دينار ولا يتبقى إلا القليل من المبلغ الذي سوف تكمله في أواخر هذا الشهر خاصة وأن العيد سوف يطل علينا خلال الأسبوع الأول من الشهر القادم وهو على بعد أيام قليلة من الآن. أما السيدة مروة، فقالت إن محور النقاش الذي يدور في أسرتها في هذه الأيام هو حول الكبش، وترأس محور النقاش بين زوجها وابنيها الشغوفين بأضحية العيد وتناولوا كل ما يتعلق بالكبش فيما يخص قوامه وقرونه لتنفرد هي بمهمة تدبير مبلغه، طبعا مع زوجها وقالت إنها فكرت في الأمر من قبل وراحت ترشد ميزانية الأسرة استعدادا للمناسبة لتضيف أن الأمور هي على أحسن ما يرام، وتعتبر نفسها من الناحرين في هذا العيد ودعت موالي الكباش إلى التعقل والقناعة، وحتى الباعة العاديين باعتبارهم اليد الثانية في البيع، ومنهم إلى المواطن البسيط من أجل تمكينه من استيفاء المناسبة وإدخال الغبطة والبهجة على كافة الأسر. أسر تنازلت عن العطلة من أجل كبش العيد من جهة أخرى اضطرت الكثير من العائلات إلى إلغاء أي مشروع يتعلق بتمضية العطلة الصيفية، أو حتى التفكير في أي رحلة أو استجمام، لأن الاهتمام كان مركزا منذ بداية السنة على ضرورة إدخار ثمن الأضحية، وفي هذا السياق تقول السيدة يمينة ”لم نتمكن في السنة الماضية من اقتناء الأضحية، وهو ما دفعنا منذ بداية السنة إلى محاولة الإدخار، حتى أننا لم نستغل العطلة الصيفية بل قضيناها في العمل أنا وزوجي حتى نحظ بكبش في هذه المناسبة”. كما يضيف السيد حميد، أن راتبه الشهري لا يتجاوز 25 ألف دج، وهو ما جعله يعمل جاهدا خلال السنة حتى يدخر ثمن الأضحية، حتى أنه حرم عائلته من الكثير من الأمور حتى يصل إلى إدخار مبلغ 35 ألف دج ثمن أضحيته، وغيره الكثير من أرباب الأسر ممن اضطروا لتكييف ميزانيتهم بطرق معينة للتمكن من قضاء هذه المناسبة الدينية.