دعت الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم كافة المواطنين، المتراوحة أعمارهم بين 18 و65 سنة، للتبرع بالدم تلبية لنداء القلب ومساعدة من هم بحاجة لذلك.. تزامنا مع اليوم الوطني للمتبرعين بالدم الموافق ل25 أكتوبر، ومؤكدة كعادتها على ضرورة التبرع كل وقت دون ارتباط بالمناسبات أو بصلة القرابة. اغتنمت الاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم مناسبة العيد الأضحى، تزامنا مع اليوم الوطني للتبرع بالدم، الفرصة من أجل أن تطلب من الجزائريين التبرع بدمهم من أجل إنقاذ أرواح هم بحاجة لهذا السائل الحيوي الهام، موجهة بذلك نداءها لكل المواطنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة، والمتمتعين بالصحة الجيدة، للتقرب من مختلف بنوك الدم المتواجدة عبر المستشفيات من أجل تقديم يد المساعدة والتبرع بالدم.. هذا العمل الخيري الذي من شأنه أن يعيد الأمل والبسمة إلى شفاه أولئك الذين يتألمون في صمت أملا في الشفاء. التبرع مرتبط لدى البعض بظروف وشروط لا ينفي قدرو غربي، رئيس الاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم، تهافت الجزائريين على مراكز حقن الدم من أجل التبرع بشكل كبير، غير أنه يلفت الانتباه إلى أن نسبة التبرعات تزيد بشكل ملحوظ، لاسيما عندما يتعلق الأمر بشخص بالأقرباء أوالمعارف، في حين تلاحظ الاتحادية نوعا من العزوف عندما تكون الدعوة عامة أواستجابة للحملات التحسيسية، وهو ما يجعل التبرع العائلي يكتسح نسبة التبرعات بما يقارب 40 بالمائة من نسبة التبرعات في المستشفيات، حسب ذات المصدر. ويعتبر قدور غربي أن أكبر مشكل يواجهه المرضى المحتاجون للدم هو عزوف الأشخاص عن التبرع خارج إطار العائلة، وهو ما يجعل حياة الكثيرين معرضة للخطر الذي تتسبب فيه الحاجة، فنسبة الشفاء لدى الكثيرين مرهونة بمدى استجابة هؤلاء لنداء التبرع الذي تسعى الاتحادية إلى التأكيد عليه في كل زمان ومكان. المناسبات الدينية.. تزيد نسبة المتبرعين أكد رئيس الاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم أن المتبرعين مربوطون بالمناسبات الدينية بشكل كبير، منوها أن نسبة التبرع في شهر رمضان والعيدين تبلغ ذروتها، وهو ما تعودت عليه الاتحادية نظرا لخصوصية هذه المناسبات، وكذا اعتبار التبرع صدقة جارية على الصائم، كما أنه يساعد في القضاء على التبرع العائلي التي يعتبر من أهم المشاكل التي تعترض المرضى في المستشفيات الجزائرية. ودعا ذات المتحدث الأشخاص إلى ضرورة مواصلة التبرع وعدم تحويله إلى عمل خيري مناسباتي فقط. مخاوف الجزائريين وراء عزوفهم خلال جولة قامت بها “الفجر” لتقصي أسباب عزوف الكثير من الجزائريين عن التبرع، أكد معظمهم أن أهم سبب يكمن في التخوف أن تكون الأدوات المستعملة غير معقمة مع احتمال المتاجرة بدمائهم. ورغم إدراكهم لأهمية هذا السلوك في إنقاذ حياة العشرات من الأشخاص يتحجج أغلب هؤلاء بالخوف الذي ينتابهم بمجرد التوجه إلى مركز حقن الدم، خوفا من الإبر غير المعقمة، وكذا من مضاعفات عملية التبرع بالدم التي قد تظهر على شكل إغماء وإعياء وأشياء أخرى يعتقدون أنها قد تكون خطيرة. وفي ذات السياق يقول وليد، الذي لم يتبرع أبدا بدمه طيلة حياته رغم وجود العيادة المتنقلة على بعد بضعة أمتار من مقر عمله، أنه يرفض أن يتاجر بدمه “أنا مستعد للتبرع بدمي لقريب أوشخص معروف يطلب النجدة لكن لن تنجح الحملات التحسيسية في دفعي لإعطاء دمي لوجهة غير معلومة”. ومن جهتها عبرت فريال، عن رفضها التبرع بدمها قائلة إنها تخاف من الأدوات المستعملة في الحقن التي قد تكون غير معقمة، وتؤكد:”لن أدخل مركز حقن الدم وأنا في صحة جيدة لأخرج منها مصابة بالسيدا أوأي مرض آخر معد، ومهما حاول المختصون إقناعي أن لا خوف على حياة المتبرع إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك”.