حققت الوكالة الوطنية لجمع الدم نجاحا كبيرا في عملياتها خلال شهر رمضان المعظم للسنة الماضية، حيث تجاوز عدد المقبلين على التبرع بالدم خلال السهرات الرمضانية وبعد صلاة التراويح حدود 36 ألف متبرع، 50 بالمائة من هذه التبرعات جمعت من قبل الشاحنات الأربعة والثلاثين المتنقلة المخصصة لذلك والتي تمركزت بالقرب من المساجد خلال صلاتي العشاء والتراويح. طالبت الوكالة الوطنية لجمع الدم جميع مديريات الصحة والسكان عبر الوطن بإعداد برنامج لجمع الدم، سواء على مستوى هياكل حقن الدم أو خارج المؤسسات الصحية بالتنسيق مع اللجان المحلية للاتحادية الجزائرية للمتبرعين بالدم ومديرية الشؤون الدينية، بالإضافة الى الجمعيات المحلية. وقد زاد تزامن شهر رمضان المعظم مع الصيف من وتيرة العمل في الوكالة الوطنية لجمع الدم من خلال وضعها لإجراءات خاصة تهدف إلى تدعيم عمليات التبرع بالدم وتدخل هذه الاجراءات في اطار احد الأهداف الرئيسية للبرنامج الوطني للدم والمتمثل في تطوير عملية جمع الدم خارج المؤسسات الصحية من خلال تحسيس المواطنين بضرورة التوجه إلى مراكز التبرع أو الشاحنات المتمركزة بالقرب من المرافق العمومية والمساجد. وفيما يخص عملية التبرع أكد كمال كزال مدير الوكالة الوطنية لجمع الدم أن ما نسبته 25٪ من الجزائريين يفضلون التبرع بالدم لذويهم وأقاربهم و40٪ منهم يواظبون دوريا على التبرع والباقي بشكل غير منتظم، وهو ما يدفع الجهات المعنية الى زيادة الحملات التحسيسية من خلال رفع عدد المتبرعين بالدم والتقليل من التبرعات العائلية وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي من مواد الدم الثابتة ذات الجودة وضمان الأمن التام لعملية حقن الدم، وهو الأمر الذي نركز عليه بشكل مكثف خلال حملاتنا التحسيسية لمحو الصورة السلبية عن التبرع بالدم وإمكانية انتقال العدوى من متبرع لآخر. رمضان يستقطب 40 بالمائة من المتبرعين ذكر كزال أنه تم تسجيل ما نسبته 40٪ من المتبرعين يواظبون دوريا على التبرع بالدم خاصة خلال شهر الصيام في إحصاءات السنوات الماضية أما الباقي فيتبرعون بصفة غير منتظمة، مضيفا أن الجزائر سجلت في الآونة الأخيرة ارتفاعا محسوسا في عدد المتبرعين. مشيرا إلى نمو ثقافة التبرع بالدم لدى الجزائريين خاصة الشباب منهم. وأكد كمال كزال أن الحملة التي باشرها المركز بالتنسيق مع وزارتي الصحة والشؤون الدينية في الشهور الماضية ساهمت في ارتفاع عدد المتبرعين بالدم من خلال الحملات التحسيسية التي قام بها أئمة المساجد والتي مكنت من استقطاب أكثر عدد منهم خاصة خلال الفترة الليلية، وهو ما يعوّل عليه حاليا من خلال توجيه نداءات متتالية لأئمة المساجد لنشر التوعية وسط المصليين خاصة الشباب منهم الذين تزيد نسبة إقبالهم على الصلاة في المساجد خلال الشهر الكريم وتحديدا في صلاة التراويح. التبرع لا يؤثر على صحة الصائم وجه غربي قدور رئيس الاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم نداء إلى الشباب الجزائري من اجل التوجه الى مراكز حقن الدم واعتبار ذلك صدقة جارية، بما أنه لا يوجد أحسن من قطرة دم يمكنها أن تنقذ حياة مريض خاصة ونحن في شهر الاصطياف وعلى مقربة من شهر رمضان المعظم الذي تعرف فيه حوادث المرور ارتفاعا كبيرا. ونوه السيد غربي بالنمو الحاصل في عملية التبرع بالدم في الجزائر خاصة في شهر رمضان الكريم الذي عرف السنة الماضية نجاحا كبيرا في عمليات جمع الدم، وهو الامر الذي دفع الاتحادية الى زيادة حملاتها التحسيسية بالتعاون مع أئمة المساجد لإنجاح عملية التبرع لهذه السنة وزيادة معدلات إقبال المواطنين على مراكز الحقن وشاحنات التبرع دون تخوف من الصيام ولا من تأثير التبرع على الصحة العامة.