أعاد عيد الأضحى المبارك مجددا ظاهرة التجارة الفوضوية بقوة إلى شوارع نهج ابن خلدون وسط مدينة عنابة، لتبدأ لعبة القط والفأر بين عناصر الأمن والتجار الفوضويين مرة أخرى، مسببة توترا وأجواء مشحونة تنتهي أحيانا بمواجهات عنيفة بين قوى حفظ النظام والباعة الغير شرعيين. وقد شهدت أحياء شارع بوسكارة، ابن خلدون والحطاب، خلال الأسبوع الذي صادف عيد الأضحى، عودة المئات من تجار الأرصفة لمزاولة نشاطهم على الطرقات العامة والأرصفة والساحات والحدائق التي تم احتلالها من جديد بعد أن عرفت حملة واسعة لطرد الباعة المتجولين منها. حيث استغل عشرات التجار الفوضويين والباعة مناسبة عيد الأضحى المبارك للبيع مباشرة في الشارع لمختلف السلع، التي تنوعت بين مستلزمات منزلية وألبسة الأطفال وشتى الأغراض الأخرى المتعلقة بالعيد، من مستلزمات الذبح من سكاكين وأكياس بلاستيكية وغيرها، مضيفين أن القضاء على التجارة الفوضوية كان قد ساهم في الارتفاع الفاحش لأثمان مختلف السلع بالمحلات، ما يفسر الإقبال الكبير على تجار الأرصفة الذين بقي عدد هائل منهم وفيا لنشاطه غير آبه بعصي عناصر الأمن التي تنتشر بين الفينة والأخرى مطاردة إياهم. تجدر الإشارة إلى أن السلطات العمومية تغض النظر عن التجارة الفوضوية في مثل هذه المناسبات في شبه هدنة غير معلنة مع تجار الأرصفة، حيث يمارس أزيد من 200 تاجر فوضوي نشاطه بشكل عادي منذ قرابة الأسبوع عبر أكبر أحياء المدينة، عكس شوارع العاصمة التي منع عبرها عناصر الأمن آلاف التجار الفوضويين من العودة إلى النشاط مرة أخرى، حيث عمت الصرامة الأمنية التي تمكنت من وضع حد للظاهرة بشكل جذري. وفي الوقت الذي سويت وضعية هؤلاء التجار بشكل واضح، تبقى مباشرة أشغال إقامة أسواق شرعية قارة لأزيد من 7000 تاجر بعنابة قيد انتظار الفرج، بعد منحهم وعود إقامة محلات لهم دائمة في أسواق مغطاة منظمة، مباشرة مع شن حملة القضاء على التجارة الفوضوية منذ أيام قلائل، ليقتصر الأمر على الإعلان على الغلاف المالي المخصص لبناء هذه الأسواق والمقدر بقرابة ال7 ملايير سنتيم، فيما لم يتم الإعلان حتى على موقع هذه الأسواق، التي من شأنها امتصاص عدد معتبر من الشباب البطال الذي يضم شريحة هامة من تجار سوق الحطاب، الذي أتت عليه النيران شتاء 2010، علما أنه لم تتم بعد تسوية وضعية أكثر من 5000 تاجر وجدوا أنفسهم في الشارع منذ سنتين كاملتين عقب اندلاع حريق في هذه السوق أدى إلى احتراق مئات المحلات التجارية.