أسفرت حملة المطاردة التي قامت بها وحدات الأمن بولاية عنابة أمس الإثنين لعشرات الباعة الفوضويين الذين كانوا يعرضون المستلزمات المدرسية و ملابس الأطفال بضاحية الحطاب و شارع ابن خلدون "قومبيطا" وسط مدينة عنابة عن توقيف 9 شبان رفضوا الامتثال لتعليمات مصالح الأمن، حيث تم تحويلهم لمديرية الأمن الولائي للتحقيق معهم و الاستماع إلى أقوالهم، مع تحرير محاضر ضد كل واحد منهم، قبل الإفراج المؤقت عنهم، في إنتظار تحويلهم ملفاتهم إلى الجهات القضائية.و إستهدفت الفرق الأمنية أمس الباعة غير الشرعيين، و منعتهم من عرض مختلف سلعهم للبيع في الشوارع، حيث كثفت وحدات الشرطة منذ الساعات الأولى لفجر أمس من تواجدها في وسط المدينة، إنطلاقا من منطقة الحطاب، وصولا إلى شارع زنين العربي، قصد تطهير الأحياء والأرصفة من الباعة والتجار الفوضويين، خاصة بائعي الكتب و الكراريس و أدوات الدراسة و بائعي الأقمشة الجاهزة وملابس النساء، الذين ازداد عددهم منذ الدخول الاجتماعي الحالي، على إعتبار أن الكثير من الباعة كانوا يتخذون بوابات المؤسسات التربوية كمكان مفضل لعرض سلهم، مما اثار تذمر المئات من أولياء التلاميذ.وقد تدخلت عناصر الأمن و أصرت على منع الباعة غير الشرعيين من إحتلال هذه الارصفة ، لأن النشاط التجاري غير المنظم خلف حالة من الازدحام في الشوارع، و نتجت عنه فوضى في الاحياء السكنية المتواجدة على مقربة من الأماكن التي يستغلها الباعة، رغم أن العديد منهم حاول التعنت و رفض تطبيق تعليمات الجهات الأمنية، في محاولة لإثارة الفوضى، لكن قوات الأمن تحكمت في الوضع بتوقيفها 09 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 23 و 36 سنة، حيث أحالتهم على التحقيق، قبل إخلاء سبيلهم على ذمة التحقيق الأمني.و جاءت هذه الحملة التي تجسد على مراحل تنفيذا لتوصيات الحكومة الرامية للقضاء على التجارة غير الشرعية، و تطهير الأسواق و الفضاءات التجارية من الباعة الفوضويين، خاصة و أن شوارع مدينة عنابة عرفت في الأشهر القليلة الماضية حالة من الفوضى بعد اكتساحها من قبل الباعة المتجولين القادمين من مختلف بلديات عنابة، وحتى من خارج الولاية، سيما من ولايات قالمة و الطارف و سوق أهراس، مستغلين الأرصفة والشوارع، وتحويلها إلى محلات تجارية متنقلة، و هذا على حساب حركة المرور، فضلا عن مزاحمتهم أصحاب المحلات التجارية الذين استسلموا للوضع، وأجبروا بدورهم على السير على نفس الموجة، بإقدامهم على عرض سلعهم خارج الإطار المسموح لهم باستغلاله. كما أن تزايد عدد الباعة الفوضويين بعنابة في السنوات الأخيرة دفع بأصحاب المحلات التجارية بشوارع ابن خلدون و العربي التبسي و محمد خميستي و زنين العربي بوسط مدينة عنابة إلى التقدم بشكاوى عديدة إلى المصالح المختصة للقضاء على هذه الظاهرة التي شوهت المحيط وأنهكت التجار النظاميين، كون الباعة المتجولون ظلوا يمارسون نشاطاتهم خارج الإطار القانوني، ناهيك عن مظاهر سلبية أخرى مثل المشادات التي تندلع يوميا بين التجار النظاميين و باعة الأرصفة الذين احتلوا مداخل المحلات، و استغلوها لعرض سلعهم والتي تباع بأسعار منخفضة مقارنة بما هو معروض به في المحلات التجارية، كون أصحابها لا يدفعون الضرائب ، بصرف النظر عن تسجيل العديد من عمليات السرقة و النشل التي تستهدف المواطنين بسبب الازدحام والاكتظاظ في الشوارع. على صعيد آخر أكدت مديرية التجارة بولاية عنابة أن حملة مطاردة الباعة الفوضويين ليست ظرفية، بل ستتواصل الى غاية استئصال الظاهرة نهائيا، خاصة بعد وضع المخطط الكفيل بالحسم في هذه الإشكالية، إثر تنصيب لجنة ولائية مكلفة بتنظيم سوق التجارة الموازية بالتزامن مع الافراج عن مشاريع لتهيئة و إنجاز أسواق جوارية على مستوى جميع بلديات الولاية.