تعتبر بلدية المليليحة، التي تبعد عن ولاية الجلفة بحوالي 50 كلم، من أهم المناطق الفلاحية والرعوية، ما يجعلها محل استقطاب أنظار المستثمرن والفلاحين، حيث تتربع على مساحة قدرها أزيد من 90 ألف هكتار، كما أنّ أنبوب الغاز يمر عبر ترابها، إلا أنّ هذه الأمور لم تشفع لها عند المسؤولين الذين يعمدون على تهميشها لكون أغلبية أعضاء المجلس متعودون على إعادة إنتخاب أنفسهم في كل موعد إنتخابي، لتبقى الوعود مرفوعة على مدار السنة في انتظار تجسيدها على أرض الواقع بعيدا عن الكلام المستهلك الذي يتفنن به المسؤولون. تعد بلدية المليليحة، حسب سكان المنطقة، مدينة خارج مجال التغطية التنموية بكل المواصفات، ما يجعلها من أفقر البلديات بولاية الجلفة، حيث تنعدم بأغلب أحيائها التهيئة الحضرية، ناهيك عن تفشي البطالة بشكل ملفت للانتباه بسبب انعدام المرافق الضرورية، حتى أنّ الزائر إليها يكتشف منذ الوهلة الأولى التهميش والإقصاء الذي تعاني منه منذ سنوات، وتظل معها مشاكل المواطن تنتظر الحل إلى إشعار آخر. من جهتهم أكد شبان المنطقة أنهم تعرضوا للتهميش والإقصاء خلال مراحل العهدات البلدية الأخيرة، وأضاف هؤلاء أنهم يعانون جملة المشاكل والنقائص، ومنها على وجه الخصوص غياب فرص العمل لأغلبية الشباب، وكذا غياب التهيئة، وانعدام الإنارة العمومية، بالإضافة إلى انعدام التكفل الصّحي الذي يتجسد في غياب أهم الضروريات والإمكانيات الطبية، واتهموا المسؤولين المحليين بنفض أيديهم من مشاكل البلدية وعدم اكتراثهم لمختلف النداءات المرفوعة، مطالبين بضرورة الالتفات إلى مشاكلهم الحقيقية بعيدا عن الترقيعات القائمة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. وقد أشار أحد سكان البلدية ل “الفجر” أنّ حياتهم أضحت جحيمًا لا يطاق في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة، مضيفا أنه رغم شكاويهم العديدة للجهات الوصية قصد الالتفات إلى مشاكلهم اليومية إلا أنّ ذلك لايزال رهن الأدراج وعبارة عن وعود تطلقها الجهات الوصية في كل مناسبة، مؤكدا أنّ الوضع بالبلدية لا يحتمل خاصة في ظل البطالة المستفحلة. وقد أعرب سكانها في السيّاق ذاته عن استيائهم من عدم تدخل السلطات لبرمجة مشاريع من شأنها المساهمة في تحسين المحيط الحضري من جهة، والقضاء على الروتين اليومي الذي يعيشه غالبية الشبان في مختلف الأحياء السكنية بسبب افتقارها للكثير من المرافق الشبانية كقاعات المطالعة وفضاءات اللعب والترفيه وممارسة الرياضة. وأشار هؤلاء إلى المراسلات الموجهة إلى السلطات المحلية في العديد من المرات دون أن تتحرك لإيجاد حل لوضعيتهم المزرية، مع العلم أنّ سكان المنطقة انتفضوا في العديد من المرات وقاموا باحتجاجات كبيرة في عهدة الوالي السابق من خلال قيامهم بغلق مقر البلدية وتحطيمهم لسيارة رئيس المجلس البلدي إلا أنهم لم يتلقوا أي رد. وعليه أمام هذه الظروف الصّعبة التي يتكبدها الموطن المليليحي يوميًا فقد جدّد سكانها نداءًا إلى الجهات الوصية، وعلى رأسها السلطات الولائية، بالالتفاتة الجدية إلى هذه الانشغالات التي طرحوها في العديد من المناسبات دون أن تجد آذانا صاغية.