الحسد هو أن يتمنى الإنسان زوال نعمة من إنسان آخر، ويتأكد هذا المعنى عند مشاهدة النعمة، فالنظرة إلى النعمة وشعور رغبة زوالها من عند صاحبها تحدث قوة يخلقها الله عز وجل قد تصيب المحسود بضرر بإذن الله حتى قال بعض العلماء إن هذا الحسد بالنظر هو سم جعله الله في عين العائن إذا تعجب من شيء ونطق به ولم يبارك فيه تعجب منه. وهو من ثمار الحقد وعدم الرضا عن الله. وقد أوضح ربنا أن الحسد من صفات غير المؤمنين وأنهم يحسدون المؤمنين على الإيمان، فقال تعالى: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم}(البقرة). وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من شر الحاسد إذا حسد فقال تعالى: {ومن شر حاسد إذا حسد} الفلق. وينجح المسلم في التخلص من الحسد بأن يرضي بالله وبتقسيمه الرزق بين خلقه، ويعلم أن الله يعلم وهو لا يعلم، ويعلم أن أساس جريمة الحسد هو اتهام الله بعدم الحكمة والعدل في توزيع الأرزاق، فليتنبه المسلم، ويبتعد عن الحسد ويعلم أن ثواب الآخرة هو الثواب، ويسير على طريق حبيبه المصطفى الذي أخبره ربه بذلك فقال تعالى: {وللآخرة خير لك من الأولى}الضحى. أعاذنا الله والمسلمين من الحسد وشره. بقلم: الإمام عبد القادر حساين