تعتبر قرية سيدي مبارك، التي تتبع بلدية بن مهيدي إداريا، من أهم المناطق، إذ تكتنز على ترابها مساحات غابية ساحرة، يشقها واد فراغة المهم، وشاطئ بحري يعتبر قبلة للآلاف من السياح.. هي معطيات إيجابية لم تستثمرها البلدية التي تتبعها ولا السلطات الولائية، وبقت المنطقة تسبح في التخلف تحاصرها الفضلات من كل جانب. إذ يلاحظ كل زائر للمنطقة غياب شبه كلي لأعوان النظافة، وهذا ما ينعكس على الانتشار الملفت للقمامة بكل شوارعها وأزقتها، مشكلا مناظر مقززة، تنبعث منها الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، بالإضافة إلى اهتراء الطرقات الرئيسية والثانوية وتراكم الأتربة على العديد منها وكثرة الحفر، أين ساهمت هذه المشاكل في تذمر فئة واسعة من المواطنين، خاصة أصحاب السيارات، الذين سئموا من هذا الوضع الذي نسجته سنوات النسيان والحرمان التي مرت على المنطقة، بدون أن تلقى اهتماما من السلطات البلدية المنتخبة، هذه الأخيرة يقول السكان لا تزور المنطقة إلا في المواعيد الانتخابية، خاصة المحليات منها إذ يحولون المنطقة بوعودهم بين عشية وضحاها إلى جنة الله في الأرض، مركبات سياحية، وفنادق فخمة تمتص البطالة، وحدائق وأشجار، طرقات معبدة، مراكز خدماتية، لكن كل هذا يتبخر بمجرد أن تضع الانتخابات أوزارها، وتلك الوعود تذروها الرياح، وكأن شيئا لم يحدث، ليضربوا لنا - يقول أحد السكان - موعدا آخر بعد 5 سنوات. هي أسباب وأخرى جعلت سكان المنطقة يتجاوزن البلدية، ويرفعوا نداءاتهم إلى السلطات الولائية، كي تنظر إلى منطقته نظرة استشراف، وتحولها إلى قطب استقطاب وجذب للإمكانيات الطبيعية والإستراتجية التي تحوزها، وهي معطيات كفيلة أن تحول المنطقة إلى احد أهم المناطق السياحية، إذ توفرت النية الصادقة في خدمتها، وهو العنصر المفقود في تركيبة التنمية في ولاية الطارف ككل.