يفتقر حي "سيدي سليمان" الكائن ببلدية خرايسية إلى التهيئة، الغاز الطبيعي والإنارة العمومية، مما جعل القاطنين في معاناة دائمة، بعد أن يئسوا من تكرار مطالبهم على سلطاتهم المحلية التي لم تجسد وعودها على أرض الواقع. اشتكى القاطنون من الفوضى التي تعم الحي بسبب غياب التهيئة، حيث تشهد الطرقات والأزقة وضعية كارثية كونها لم تستفد من عملية تزفيت، ولا تزال عبارة عن مسالك ترابية، تؤرقهم شتاءا وصيفا وأكدوا لنا أنهم ينتقلون بصعوبة كلما تساقطت الأمطار نظرا للأتربة المتراكمة على الأرصفة، والتي تتحول إلى أوحال، أما الحفر فتمتلئ بالمياه مشكلة بركا تسبح في كل مكان، وصيفا يتطاير منها الغبار حيث أوضحت إحدى السيدات أنها تضطر لغلق نوافذ بيتها صيفا لمنع دخول الغبار الذي سبّب لها الحساسية، وقد وعدتهم السلطات المحلية في أكثر من مناسبة بتهيئة الحي، وإعطائه طابعا حضاريا، ولكنها مجرد وعود لم ترى النور بعد، وفي سياق ذي صلة اشتكى سكان الحي من غياب الغاز، حيث يستعملون قارورة غاز البوتان للطهي والتدفئة معا ويعانون الأمرين من أجل توفريها خاصة في فصل الشتاء، أين يكثر عليها الطلب بسبب البرودة، والأسوأ من ذلك أنها غير متوفرة بالحي، لذلك فهم يجلبونها من المناطق المجاورة بوسائلهم الخاصة، إضافة إلى ذلك لا يتوفر الحي على الإنارة العمومية إذ يعم الظلام الدامس المكان ليلا، مما يدفع بالكثير منهم إلى الالتزام ببيوتهم خوفا من تعرّضهم لأية اعتداءات، وعن هذا المشكل صرّح لنا أحد التلاميذ، أنهم في فصل الشتاء يضطرون للخروج من الحي باكرا للتنقل إلى الدويرة للتمدرس، وبسبب الظلمة الدامسة، يستعملون هواتفهم النقالة لإنارة الطريق، حتى ليسقطوا في البرك لذلك فهي ضرورية بالنسبة لهم، وينتظر الحي التفاتة حقيقية من طرف الجهات المسؤولة لدفع عجلة التنمية.