لن أتحدث عن الأحداث المؤسفة التي حدثت أثناء مباراة شبيبة الساورة أمام اتحاد الحراش بملعب 20 أوت ببشار لن أتكلم عن المتسبب في الفوضى من أنصار الفريقين، لأن مثل هذه الأمور تحتكم إلى قواعد معروفة وتضبطها نصوص متداولة لدى الضالعين في ميدان كرة القدم المسيرة من طرف اتحاديات ورابطات ووزارة تضخ لها الدولة الملايير من أجل إنعاش الرياضة و”إلهاء” الشباب.. لن أحاول الادعاء في هذه الزاوية بأن أنصار اتحاد الحراش مسالمون وديعون أو أن أنصار شبيبة الساورة حمامات سلام... لكن سأحاول طرح موضوع في غاية الأهمية، وهو غياب أندية الجنوب الجزائري عن المشهد الكروي الجزائري المحترف. ظهر منذ سنوات فريق شباب بني ثور ثم أفل نجمه، وها هي شبيبة الساورة في طريقها إلى الأفول إن لم نتدارك الأمر بجدية في أقرب الفرص، سوناطراك التي تضخ أموال الجنوب الوفيرة في خزائن فرق الشمال عليها التفكير من الآن في تمويل فرق الجنوب ودعمها حتى يشتد عودها.. سوناطراك التي عبث مسؤولوها بالملايير ونهبوا وهربوا ما شاء لهم أن يهربوا وينهبوا، عليها أن تخصص جزءا بسيطا من أموالها لشباب الجنوب، الشباب الذي حرمته من التوظيف في منشآتها وفروعها، واستقدمت من أجل ذلك مواطنين من الشمال حتى في الوظائف ”الهزيلة” التي لا تحتاج إلى شهادات وتخصصات... على سوناطراك أن تلتفت قليلا إلى مصدر ”رزقها ورزق” الجزائريين ومنابع النفط وتراعي شعور ساكني هذه المناطق الذين يتحسرون يوميا ويموتون (بالعلة) وهم يرون إخوانهم في الشمال أكثر استفادة منهم في كل شيء... لقد حان الوقت للتفكير الجدي في إيجاد ميكانيزمات جادة لدعم الرياضة في الجنوب وخاصة كرة القدم... أنا لن أتدخل في ما ستسفر عنه نتيجة تحقيق الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم إن كان لصالح اتحاد الحراش أو شبيبة الساورة.. لكن كل ما أتمناه أن تتألق فرق الجنوب كل الجنوب وأن تبقى في الصدارة مثلها مثل نظيراتها في الشمال... فجنوبنا المعروف والمشهور بكرمه من باب أولى وأحرى أن يكون أول المستفيدين من هذا الكرم...